مظاهرات في دمشق أثناء تشييع قتلى قضوا على أيدي الأمن

حملة اعتقالات وملاحقات للشباب المشارك في الجنازات

TT

خرجت مظاهرتان ظهر أمس في دمشق في حي ركن الدين أثناء تشييع الشهيدة سهام محمد التي «فارقت الحياة أول من أمس إثر نوبة قلبية بعد مداهمة قوات الأمن لمنزلها»، وانفضّت المظاهرة بعد ساعة؛ نتيجة الوجود الأمني الكثيف في المنطقة، وشن حملة اعتقالات وملاحقات للشباب المشاركين في التشييع.

كما شيع في حي ركن الدين عصر أمس أيضا الشهيد الشاب أحمد البغدادي (19 عاما) الذي قضى عند أحد الحواجز الأمنية في منطقة دمر، يوم الجمعة الساعة الثانية ليلا، وقد أصيب برصاصتين، واحدة في بطنه وأخرى في ظهره. وقال أحد الشباب الناشطين من الذين شاركوا في التشييع: «فوجئنا بقوات الأمن وهي تحيط بذوي الشهيد، وقالوا إنه سيتم الدفن دون تشييع، إلا أن مظاهرة انطلقت من جامع صلاح الدين وسارت إلى الشارع الرئيسي من ثم إلى حي أسد الدين، وتوقفت المظاهرة لمدة نصف ساعة، وكانت هناك مشاركة نسائية، بعدها جاءت قوات الأمن بالسيارات وبدأت الاعتقالات». وقالت ناشطة إن الأمن اعتقلوا ثلاثة شباب عند جسر النحاس في ركن الدين أثناء هروبهم بعد تفرق المظاهرة.

كما شيع أمس في دمشق شارع الدحاديل الشاب الشهيد أحمد سليمان عيروط (17 عاما)، الذي قتل أثناء تشييع الناشط الشهيد غياث مطر أول من أمس في درايا، وقال ناشطون إن غياث مطر قتل تحت التعذيب في المعتقل، وقام الأمن الذي سلم جثمان غياث إلى أهله بمنع التجمع والتشييع كي لا تتحول الجنازة إلى مظاهرة، حيث أثار مقتل غياث استنكار وغضب الناشطين السوريين لما يمتلكه من مزايا وصفات، فعدا كونه عضوا في تنسيقية داريا، كان يعدّ من ألمع الشباب في مجال النشاط الاجتماعي والوطني، ويتمتع بحيوية فائقة، وكان لخبر قتله وتسليم جثمانه وقد تعرض لعمل جراحي غريب، إذ تم شق بطنه من النحر إلى أسفل البطن وخيط بطريقة بدائية، وسمح لذويه بوداعه لمدة ربع ساعة فقط. وكان الناشط غياث مطر اعتقل في السادس من سبتمبر (أيلول) مع يحيى شربتجي، بحسب ناشطين. وأول من أمس وقبل التشييع قطعت الاتصالات والإنترنت عن منطقة داريا، وقال أحد أصدقائه إن الأمن منع الناس من التجمع، وجرى إطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع، كما تعرض بعض المشاركين للضرب، وأسفر عن سقوط شهيد وعدد من الجرحى.