سفراء أوروبا وأميركا واليابان وتركيا يزورون الفنان علي فرزات

السفير التركي حضه على تقديم شكوى للتحقيق بالحادث.. والفنان السوري يرد: ضد من أرفع الشكوى؟

علي فرزات
TT

زار عدد من سفراء أهم الدول المعتمدين في دمشق الفنان علي فرزات للاطمئنان على صحته والتعبير عن التضامن معه، وقالت مصادر مقربة من عائلة الفنان فرزات لـ«الشرق الأوسط» إن أول السفراء الذين زاروه كان وفدا تشكل من سفير دول الاتحاد الأوروبي فرانك هيسكه ممثلا عن دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، والسفير السويسري والسفير النرويجي والسفير التركي.

وقالت المصادر إن سفير الاتحاد الأوروبي نقل لفرزات رسالة «دعم وتعاطف وتمنيات بالشفاء العاجل»، واطلع السفراء من علي فرزات على تفاصيل حادثة الاعتداء الذي تعرض له في فجر يوم 27 أغسطس (آب) الماضي، ولفتت المصادر إلى أن السفير التركي حض الفنان فرزات على تقديم شكوى للتحقيق بالحادث، وأنه يجب أن «يسود القانون ومعاقبة الجناة»، معتبرا أن الحادث «غير مقبول»، إلا أن فرزات قال له: «ضد من أرفع الشكوى؟ إذا كانت وزارة الداخلية السورية أعلنت أنها فتحت تحقيقا في الحادثة التي وقعت في الساحة الأولى في دمشق أمنيا»، وعبر عن «استغرابه من أن حادثة اعتراض سيارته وضربه واختطافه استغرقت نحو ربع ساعة وسط الساحة دون أن يحضر أي شرطي أو رجل أمن ليرى ما يجري».

وفي سياق زيارات السفراء لعلي فرزات، قالت المصادر إن السفير البريطاني والسفير الألماني أيضا قاما بزيارته كل على حدة، واستغرقت زياراتهما قرابة الساعة، ومن ثم زاره معا السفير الياباني والسفير الأميركي، واستغرقت زيارتهما قرابة الساعة ونصف الساعة.

ويشار إلى أن فرزات نال الكثير من أهم الجوائز العربية والعالمية آخرها جائزة الأمير كلاوس من هولندا عام 2002، وكان في عام 1994 اختير بين أهم خمس فنانين في العالم وتم تكريمه في مهرجان مورج في سويسرا، ونال لعامين متتالين 1990 و1991 الميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق الأوسط للطباعة. وفي تقديمها للجائزة وصفت لجنة جائزة الأمير كلاوس رسوم فرزات بأنها «تتناول قضايا محلية في مجملها، فإن مفرداتها البصرية ترتفع بها إلى مستوى العالمية معنى وقبولا».

وتعليقا على تلك الزيارات، قال الفنان علي فرزات لـ«الشرق الأوسط» إنها «تعني له اهتماما إنسانيا به بصفته فنانا سبق ونال جوائز من معظم تلك الدول، ومنها من كرمته وأخرى تعاون معها في برامج ثقافية ذات طابع إنساني». وأكد فرزات أن زيارات السفراء جاءت «للاطمئنان على صحته» كفنان يهتمون به.

وعما إذا كان زارته شخصيات ثقافية رسمية سورية، قال فرزات «لم أر أحدا منهم فقط 3 صحافيين من المكتب التنفيذي في اتحاد الصحافيين». وقال «بابي مفتوح للجميع»، لافتا إلى أن «المحبة والرعاية التي غمره بها الشباب السوري وأصدقاؤه كانت كبيرة جدا»، ففضلا عن الأصدقاء والمحبين الذين يتصلون من الخارج كل يوم هناك العشرات يتوافدون للاطمئنان على صحته، وقال «محبتهم الكبيرة ساعدتني على تجاوز الألم بسرعة»، متوقفا عند أشخاص عاديين بعدما سمعوا الخبر في التلفزيونات جاءوا للاطمئنان عليه وإعلان التضامن معه. وقال: «فاجأني الجيل السوري الشاب بمحبته وثقافته وشجاعته»، وما رأيته منهم نسف كل أفكارنا المسبقة عن هذا الجيل الرائع.

ومنذ تعرض الفنان السوري علي فرزات لحادث الاعتداء عليه بالضرب المبرح وسط دمشق في 27 أغسطس الماضي، لم تتوقف وفود الزائرين لبيته، وفي أول يوم تجمهر عدد من الشباب من أصدقاء صفحة علي فرزات على موقع «فيس بوك» عند منزله وأوقدوا له الشموع لعدة ساعات. وما زالوا يأتون لزيارته من مختلف أنحاء البلاد.