أوروبا في الذكرى العاشرة لأحداث سبتمبر.. تشديد الإجراءات الأمنية حول المباني الهامة

واشنطن تشكر الاتحاد الأوروبي وتؤكد أنها فرصة للاحتفال بالصمود

TT

قال السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي، وليام كينارد، خلال احتفال في بروكسل بمناسبة إحياء ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول): «إنها فرصة خاصة جدا بالنسبة لي لإحياء ذكرى هذا الحدث، حتى أقولها بشكل مباشر إلى شعوب أوروبا: شكرا لكم على الوقوف بجانبنا، ونحن أقرب حلفاء على هذا الكوكب، شكرا لكم على الوقوف بجانبنا في الحادي عشر من سبتمبر والأيام الصعبة التي أعقبت ذلك».

ونقل بيان صدر عن البعثة الأميركية في الاتحاد الأوروبي نص كلمة السفير في افتتاح بورصة للأوراق المالية في بروكسل «نيويورك يورونكست»، على هامش الاحتفال بإحياء ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتضمن البيان الذي تلقينا نسخة منه، قول السفير: «كان يوما حزينا للغاية، ولكن من ناحية أخرى أظهر الصفات الرائعة في جميع أنحاء العالم، وبالنسبة لي اختفت تماما في ذلك اليوم، الحدود التي تفصل بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وأصبحنا كيانا واحدا»، واستشهد السفير على ذلك بما قالته صحيفة فرنسية شهيرة في ذلك اليوم: «اليوم نحن جميعا أميركيون»، وقال السفير كينارد: «إن هذه الذكرى ليست فقط للتفكير، ولكن أيضا للاحتفال بقدرتنا على الصمود»، وأضاف: «وخاصة بالنسبة للأميركيين والأوروبيين، إنه يوم للاحتفال بشراكتنا وقيمنا، والاحتفال بالعمل الذي نقوم به معا، كل يوم في بروكسل وواشنطن لمساعدة الآخرين على التمتع بالحرية التي نعتز بها، والتي هي أساس الشراكة عبر الأطلسي», وبهذه المناسبة قال البرلمان الأوروبي، إن العالم قد تغير نحو الأفضل خلال السنوات العشر الماضية، وأوضح جيرسي بوزيك، رئيس البرلمان، في بيان نشر في بروكسل بمناسبة الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي وقعت 2001، أن الإرهاب لم يولد مع هذه الهجمات، ولن ينتهي بموت أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، الذي قتل في وقت سابق من العام الحالي، وأشار إلى أن «الهجمات الإرهابية لم تزعزع قناعة أوروبا بالتعددية والديمقراطية والحرية»، وقال: «لقد وضعنا غالبا أمام الاختيار الدقيق بين الحرية والأمن»، على حد قوله، معتبرا أن الانتصار كان دائما للقيم الأوروبية، وشدد على تصميم أوروبا على التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية وباقي الشركاء الدوليين في محاربة الإرهاب، «الذي يطال كل واحد منا ويستهدف قيمنا»، وعبر عن قناعته بأن التحدي الماثل أمام الاتحاد الأوروبي في العقد المقبل هو الدول الفاشلة التي قد تؤمن مأوى للإرهاب، مثل الصومال واليمن، كما لفت إلى أن «الوضع يبقى في باكستان مقلقا من ناحية عجز الحكومة هناك عن اجتثاث جذور الإرهاب الذي لا يفرق بين الناس ويستهدف جميع الأعراق والأديان»، كما عبر قادة الاتحاد الأوروبي عن قناعتهم بأن «الآيديولوجيات الإرهابية لا زالت موجودة» وتشكل «خطرا حقيقيا» على المجتمع الدولي، جاء هذا الموقف في بيان مشترك صدر عن رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، وشدد المسؤولان الأوروبيان على تصميم الاتحاد الأوروبي على العمل إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وباقي الحلفاء الدوليين، من أجل محاربة كل الأعمال الإرهابية والأفكار التي وراءها، حيث «يقف العالم موحدا خلف هدف محاربة الإرهاب ومصادره الفكرية والاقتصادية»، وتحدث فان رومبوي وباروسو، في البيان، عن «التقدم» الذي حققه الاتحاد الأوروبي على طريق حماية مواطنيه من الأخطار الإرهابية، من حيث تعميق التعاون مع الشركاء الدوليين، وحماية وسائل النقل والبنى التحتية الهامة، وسن قوانين تسهم في إحباط أي محاولات إرهابية مستقبلية، وركز الرجلان في بيانهما على ضرورة التركيز على محاربة الأفكار المتطرفة والتصدي لظاهرة تجنيد الإرهابيين، وأطلقت المفوضية الأوروبية، أول من أمس، شبكة «التوعية ضد مخاطر التطرف»، في مسعى جديد لها لـ«مواجهة تحدي تدفق الأفكار المتطرفة والتيارات المتعصبة، وتجنيد الإرهابيين الجدد داخل دول الاتحاد» الأوروبي، وتأمل المفوضية الأوروبية أن تصبح الشبكة «وسيلة جديدة» من أجل مواجهة إشكالية التطرف الفكري، الذي قد يؤدي بصاحبه إلى ارتكاب أعمال إرهابية في المستقبل.

من جانبه اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أندرس فوغ راسموسن، أن العالم أصبح أكثر أمنا حاليا منه قبل عشر سنوات، وأقر أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، قد غيرت مفهوم الأمن بالنسبة للحلف ولدول العالم كذلك، «ومنذ ذلك الحين اتخذت إجراءات مهمة من أجل الوقاية من الإرهاب وإضعاف مرتكبي الهجمات الإرهابية»، ووصف بـ«الصعب والدقيق» إقامة توازن حقيقي بين الحريات وأمن المواطنين، «على الرغم من أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر قد أحدثت تغيرا واضحا في حياتنا، ولكننا نعيش مرحلة أكثر أمنا»، وأشار راسموسن إلى أن الجهود التي بذلت على المستوى الدولي منذ عشر سنوات لمحاربة الإرهاب قد أدت إلى إضعاف الشبكات الإرهابية وتحجيمها بشكل كبير، «وهذا بحد ذاته، أمر إيجابي»، ولفت الأمين العام لناتو النظر إلى أن الحلف اعتبر أن الهجوم على الولايات المتحدة الأميركية، في الحادي عشر من سبتمبر، هو هجوم على دول الحلف بمجملها، «أي أننا قمنا بتفعيل المادة الخامسة من نظامنا الأساسي لأول مرة في تاريخ ناتو».

يأتي ذلك فيما قررت الشرطة البلجيكية رفع مستوى وجودها في الأماكن «الهامة» في البلاد، ورفع درجة الحذر عشية الحادي عشر من سبتمبر، وأكدت مصادر الشرطة أن قوات الأمن توجد بكثافة أكبر في محطات القطارات والمترو والمطار، «كما تم تكثيف الحراسة على عدد من السفارات وكذلك مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومؤسسات الاتحاد الأوروبي» ونفت مصادر الشرطة أن تكون لديها أي معلومات حول إمكانية حدوث أي عمل إرهابي في مدينة بروكسل، «ولكننا تلقينا معلومات من قبل الاستخبارات الأميركية تفيد باحتمال وقوع هجمات إرهابية، في مكان لم يحدد، بمناسبة الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر»، حسب المصادر نفسها.