ناشطون سوريون يشنون حملة على جامعة الدول العربية متهمين إياها بالتواطؤ مع النظام

أعلنوا رفضهم لأي مبادرة لا تسقط الأسد فورا

TT

رفض الناشطون السوريون مبادرة جامعة الدول العربية باتجاه سوريا رفضا قاطعا لاعتبارهم أنّها تعطي المزيد من الوقت للرئيس السوري بشار الأسد وتتمسك بوعود أطلقها النظام لم ولن ينفذها. واتهم الناشطون من خلال صفحة الثورة السورية عبر «فيس بوك» أمين عام الجامعة نبيل العربي بالتواطؤ مع النظام على حساب الشعب السوري مشددين على أن أي حل للأزمة يجب أن يبدأ بإسقاط الأسد فورا.

وفي هذا الإطار، استهجنت أمنية زيادة ما وصفته بـ«جبن وتخاذل الجامعة العربية» معتبرة أنها «تسير دوما بما لا تشتهي الشعوب»، وقالت: «تعاطي الجامعة مع الانتفاضة السورية ليس مفاجئا بالنسبة لنا أو جديدا ولسنا مصدومين مما تفعلون يا سادة العرب في زمن المحن والثورات».

وفيما دعا جمال عامر العربي «ليذهب ومبادرته للقيام بإصلاحات جذرية في جامعته المتداعية كون الشعب السوري لا يطلب عدا إسقاط النظام الإرهابي»، استهجن أحد الناشطين مقابلة العربي الأسد وتغاضيه عن لقاء من يمثلون المعارضة سائلا: «لماذا يحاول معرفة ما يريده النظام ويتغاضى عمّا يريده القسم الأكبر من الشعب السوري؟».

بدوره أيّد أحد الناشطين الذي فضّل عدم ذكر اسمه مبادرة العربي شرط إدخال بعض التعديلات عليها. وقال: «نحن معك حين تتحدث عن مهلة ولكن على ألا تتخطى ثلاثة أيام، يُسمح بعدها بالخروج في المظاهرات من غير وجود أمني أو عسكري. وإن سقط جريح بعدها سنعود لمنازلنا لنستعد للمواجهة المسلحة المنظمة من قبل قيادة الجيش الحر فقط وليس قتال عصابات طرق. يجب أن نتحول عندها من السلمية إلى التنظيمية».

وبموازاة ذلك وفي سياق النقاشات الحاصلة على الصفحة الرسمية للثورة من خلال «فايس بوك» حول كيفية مواجهة ما اعتبروه تواطؤ الجامعة العربية مع النظام، شدّد أحد المغتربين السوريين في فرنسا على «ضرورة التمسك بالسلمية كخيار استراتيجي للثورة وليس ككرم أخلاق». وقال: «لنتخيل أن الثورة تخلت عن سلميتها. أولا، المسلحون سيقاتلون والمدنيون سيقفون جانبا ولن تشاهد بعد اليوم ساحات تعج بالمتظاهرين. ثانيا، هذا يعطي للنظام الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الثقيلة ومنها القصف بالطيران الحربي الذي سيضاعف أعداد الضحايا من الأطفال والنساء. ثالثا، من أين ترانا نأتي بالسلاح؟ ومن سيعطينا إياه وما هي شروطه؟ وما الضمان ألا يتحول السلاح بين أيدي البعض إلى لعنة تلاحق السوريين إلى يوم الدين بعد سقوط النظام وحلول الفراغ الأمني؟». وأضاف: «لا وألف لا لحمل السلاح. لا وألف لا لمن يريدها حربا طائفية ضد العلويين».

بالمقابل ردّ أحد سوريي الداخل: «أمضينا عمرنا نردد شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ولما آن الأوان لنسترد ما أخذوه منا اخترعنا قولا آخر: ما أخذوه بالقوة سنسترده بالسلمية. هل يفهم القاتل معنى السلمية؟ لا أظن ذلك، علينا التفكير بطرق أكثر جدوى إنهم قتلة لا يردعهم إلا ما اعتادوا عليه. سنعود لنبدأ من الصفر بعد أن نكون قد خسرنا خيرة شبابنا المتحمس».