رئاسة كردستان ترد على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي: لسنا ثوارا تحت الطلب ولا سلاحا للبيع

بارزاني يؤكد سعيه لإبعاد شبح الحرب عن الإقليم.. وتقارير عن طلب تركي بإقامة مراكز عسكرية

TT

في رد قوي من رئاسة كردستان على التسريبات الصحافية حول وجود خطة إسرائيلية للتعاون مع الأكراد بهدف إيذاء تركيا جراء مواقفها الأخيرة من إسرائيل، أصدر المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان تصريحا تلقت «الشرق الأوسط» نصه أكد خلاله أن «إقليم كردستان لن ينجر إلى ضغوط من أي جهة كانت، وأن تعامله مع دول الجوار أساسه المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل».

وقال المتحدث في تصريحه «تناقلت الصحف مؤخرا خبرا عن وجود خطة أعدها السيد أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي، لاتخاذ خطوات ضد تركيا من خلال توثيق التعاون مع الكرد حسبما أوردته تلك الصحف. وإننا في كردستان العراق نرى أن أمرا كهذا لهو استفزازي، ويجب على الجميع أن يعلموا أننا لم ولن نكن ثوارا تحت الطلب، ولا سلاحا للبيع بيد الآخرين، بل إننا أصحاب قضية نؤمن بها، وناضلنا ونناضل من أجل مصالح شعبنا، واستراتيجيتنا تنبع من هذه المصالح التي لا تتعارض مع مصالح الدول وشعوب المنطقة. كما نريد أن نؤكد أننا كشعب كردستان لسنا مستخدمين لدى الآخرين، ونتعامل مع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».

وفي غضون ذلك وأثناء مشاركته بالاحتفال المركزي باليوبيل الذهبي لثورة سبتمبر (أيلول)، التي قادها والده الراحل مصطفى بارزاني عام 1961 في مدينة زاخو، جدد الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس الإقليم، موقفه الرافض من توريط إقليم كردستان في الحرب الدائرة حاليا على الحدود بين القوات الإيرانية والتركية وبين مقاتلي الحزبين المعارضين لهما (بيجاك) الكردي و(العمال) الكردستاني. وقال بارزاني في كلمة ألقاها أمام المحتفلين «إن ما يجري اليوم على الحدود المشتركة مع كل من إيران وتركيا أمر غير طبيعي، ولقد سعينا منذ فترة طويلة بالعمل من أجل تطبيع الأوضاع هناك، وأن نضع حدا للمصادمات الجارية التي نرى أنها لا تخدم أي طرف في هذا النزاع، ونحن عندما نحتج على قصف مناطقنا وقتل مواطنينا من قبل إيران وتركيا، فإنهما تتذرعان بوجود مقاتلي الحزبين بيجاك والكردستاني على الحدود، ولولا هذه الحجة لما قبلنا منهما أي أعذار أخرى، لذلك ومع تأكيد دعمنا الكامل لحقوق شعبنا الكردي سواء في إيران أو تركيا، لكننا نطالب الحزبين المذكورين بمراعاة ظروفنا، ونؤكد أن الحرب والقتال لن يحققا أي مكاسب لشعبنا الكردي لأن زمن الحرب قد ولى، والأفضل أن يتوجهوا إلى البرلمان ليخوضوا معركتهم السياسية فيه، وخاصة أن لهم أكثر من ثلاثين عضوا في البرلمان التركي». وأشار بارزاني إلى أن «هناك الكثير من القنصليات والمكاتب الدبلوماسية في إقليم كردستان، وعلى الصعيد الدولي تحتل كردستان موقعا مهما، وتتعامل معها دول العالم بشكل رسمي، وهذه مكاسب كبيرة تحققت لشعبنا، وعليه فإن أي كردي ومن أي بقعة كانت في كردستان إذا حاول أن يقوض هذه المكتسبات التاريخية والمهمة إنما يرتكب جريمة كبرى بحق شعبه».

وفي سياق متصل، نقلت وسائل الإعلام التركية أن «وزارة الخارجية التركية بصدد تقديم طلب إلى الحكومة العراقية من أجل السماح لها بإقامة عدد من المراكز العسكرية قرب جبل قنديل لمراقبة تحركات مقاتلي الحزب الكردستاني»، ولكن خبيرا في الشؤون التركية أكد أن أي مركز تحاول تركيا أن تقيمه داخل أراضي كردستان العراق إنما هدفه الأساسي هو التجسس وليس مراقبة تحركات مقاتلي الكردستاني. ولفت هيمن ميراني، الأستاذ بجامعة صلاح الدين والخبير في الشؤون التركية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «إقامة مثل هذه المراكز تحتاج إلى اتفاقات دولية بين تركيا والحكومة العراقية، وعليه فإن على القيادة الكردستانية ألا تسمح للحكومة العراقية بتمرير تلك الاتفاقيات التي ستضر كثيرا بمصلحة الشعب الكردي ومستقبله السياسي، وعلى الأحزاب والقوى الكردستانية أن توحد موقفها وخطابها للوقوف بوجه هذه المحاولات التركية».

وفي سياق متصل نقلت مصادر مقربة من الرئيس العراقي جلال طالباني أن «طالباني يبذل حاليا جهودا لدى الحكومة التركية من أجل تحسين أوضاع رئيس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المعتقل لدى السلطات التركية». ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن طالباني أثناء استقباله للناشطة السياسية الكردية المعروفة ليلى زانا، النائبة السابقة بالبرلمان التركي، قوله إن «العصر الحالي هو عصر النضال السياسي والبرلماني والإعلامي وحل الأزمات والمشكلات عن طريق التفاوض الدبلوماسي بعيدا عن العنف، وبإمكان الشعب الكردي بسلوك هذا الطريق تحقيق مكاسب أكبر وأهم، لأنه الطريق الأسلم والأفضل في هذا العصر».