ضربة عسكرية لقرية إبلين مسقط رأس المقدم المنشق هرموش.. وتهديم منازل أقاربه

استقطاب منطقة جبل الزاوية عناصر الجيش والأمن المنشقين أفقد النظام السوري صوابه

شريط فيديو للمقدم المنشق في الجيش السوري حسين هرموش (يوتيوب)
TT

نشر ناشطون سوريون على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» شريط فيديو يُظهر منازل مهدمة تعود لعائلة وأقارب المقدم المنشق عن الجيش السوري حسين هرموش، إذ أقدمت قوات من الجيش والأمن السوري، على متن سبع آليات عسكرية مدرعة وعشر سيارات أمن، على اقتحام قرية إبلين مسقط رأس المقدم المنشق مساء الخميس الماضي، مستبقة «جمعة الحماية الدولية» التي خرج فيها حشد من السوريين مطالبين بتدخل دولي لحمايتهم من دموية نظام الرئيس بشار الأسد وعنفه الشرس.

وتتبع قرية إبلين لمنطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب، الواقعة شمال البلاد بالقرب من الحدود مع تركيا، وتقدر مساحتها بـ70 هكتارا، ويصل عدد سكانها إلى أربعة آلاف وثلاثمائة نسمة، يعمل بعضهم بالزراعة، بينما غادر عدد كبير منهم القرية، متوجها إلى الدول المجاورة بحثا عن فرص عمل بسبب البطالة المستشرية.

ويرى ناشطون أن استهداف منطقة جبل الزاوية بشكل عام وقرية إبلين بشكل خاص يعود إلى الزخم الاحتجاجي الذي شهدته المدينة بعد تراجع هذا الزخم في المحافظات الأخرى، إضافة إلى تحول منطقة جبل الزاوية إلى ملاذ للعناصر المنشقة من صفوف الجيش والأمن، حيث يجد هؤلاء العناصر البيئة الأهلية الحاضنة لهم من السكان المقيمين هناك، ما جعل النظام يفقد صوابه ويقرر اقتحام المنطقة بالآليات العسكرية للبحث عن العناصر المنشقة.

ويتظاهر أهالي إبلين، شانهم شأن أهالي القرى والمدن السورية، مطالبين بإسقاط النظام، لكن انتماء المقدم المنشق حسين هرموش إلى بلدتهم دفع النظام السوري للانتقام وتوجيه ضربة عسكرية، مستهدفا منزل عائلة هرموش بشكل خاص.

ويقول شاهد عيان من القرية المقتحمة، وزعت لجان التنسيق المحلية شهادته على وسائل الإعلام: «قرية إبلين هي مسقط رأس المقدم حسين هرموش الذي انشق في بداية الثورة، وكان شقيقه محمود يقوم وبالتعاون مع شباب من المنطقة بمساعدة الجنود والضباط المنشقين على الهرب. وفي اليوم السابق كان خمسة عشر مجندا وضابطان اثنان يقطنون في منزل شقيقته استعدادا لنقلهم إلى خارج البلاد».

ويشرح الشاهد تفاصيل الهجوم قائلا: «صباح الثامن من الشهر الحالي وفي السادسة صباحا تقدمت قوات أمن في سيارات مدنية مع دبابات للجيش إلى القرية الآمنة، وكانت البداية بإطلاق قذائف من الدبابات المرافقة على منزل العائلة دون إنذار، فاشتعلت فيه النيران، تبعها إطلاق نار كثيف على الجنود الذي حاولوا الدفاع عن أنفسهم، إلا أن سبعة عناصر استشهدوا وتمكن ثلاثة جنود وضابط من النجاة، وكذلك محمود هرموش على الرغم من إصابته، بينما اختفى آخرون في المنطقة». ويضيف: «قام العناصر بعدها بربط الجنود المقتولين بالدبابات وسحلهم في الشوارع، كما اعتدوا بشكل وحشي على خمسة جنود قاموا باعتقالهم».

وكانت قوات الأمن قامت لاحقا باعتقال رب المنزل الذي يبلغ من العمر خمسة وسبعين عاما وزوجته المسنة وابنهما، وعدد من الأهالي بينهم خمسة فتيان يبلغ أكبرهم 15 عاما، كما اعتقلت نساء مع أطفالهن لصلة القرابة التي تربطهن مع هرموش. وعملت الدبابات بعدها على هدم المنازل في القرية، مسوية بالأرض خمسة عشر منزلا.

ويرأس هرموش حركة الضباط الأحرار التي أعلن عن تشكيلها في مدينة جسر الشغور في يونيو (حزيران) الماضي. وتضم هذه الحركة جميع الضباط والجنود الذين يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين السلميين ويعلنون انشقاقهم عن الجيش السوري.