أسبوع نصرة الشعب السوري في القاهرة يطلق «ميثاق شرف وطني» تجريما للطائفية

درس المخاطر التي تهدد الوحدة السورية.. والمالح يلتقي دبلوماسيين روسا

لافتة رفعت في إحدى المظاهرات بسوريا أمس تدعو الأمين العام للجامعة العربية إلى حماية السوريين وإنقاذهم من نظام الحكم (أوغاريت)
TT

أصدر عدد من المعارضين السوريين «ميثاق شرف وطني» بهدف حماية سوريا من أخطار الفتنة الطائفية وحرصا على الوحدة الوطنية، وذلك ضمن فعاليات «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري» الذي انطلق في القاهرة اعتبارا من السابع من سبتمبر (أيلول) الجاري واختتم أمس، وشارك في فعالياته وفد من المعارضة السورية بالداخل والخارج من جميع الأطياف لتدارس المخاطر التي تهدد وحدة النسيج الوطني في سوريا.

وتضمن بيان الميثاق، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، 5 بنود أساسية على رأسها إعلان الدعم الكامل لإرادة الشعب السوري في مطالبه المشروعة في الحرية والكرامة وإسقاط النظام والحفاظ على الدولة ومؤسساتها ومرافقها العامة، واعتبار كل التفاف أو مساومة على هذه المطالب هو مشاركة في استباحة الدم السوري.

كما دعا الميثاق إلى إقامة العدل ونشر المعرفة والقيم الأخلاقية والإنسانية الجامعة، وأن تكون سوريا وطنا لجميع أبنائه بمختلف طوائفهم وقومياتهم، وأن السوريين جميعهم متساوون بالحقوق والواجبات أمام القانون، في دولة مدنية ديمقراطية تعددية تلتزم بحقوق الإنسان وحماية حرياته الأساسية، عبر إقرار دستور جديد، ونبذ الطائفية وتجريمها ومحاربة كافة أشكالها باعتبارها خطرا جسيما يهدد السلم الأهلي، ونشر ثقافة التسامح والعفو والإصلاح.

وردا على دعاوى التدخل الأجنبي الكثيرة في الفترة الأخيرة، قال البيان: «الرد على استخدام القمع في الداخل يكون بالخروج السلمي، حراك الانتفاضة هو جوهر سوريا المستقبل، دماء الشهداء السوريين هي دماء مقدسة لا مساومة عليها، وسيقدم من استباحها إلى محاكم عادلة»، كما دعوا إلى المحافظة على وطنية الحراك السلمي، ورفض الارتهان لأي مشروع خارجي. ودعا المشاركون كل السوريين من هيئات ومنظمات وأفراد للتوقيع عليه وتبني ما جاء فيه من تجريم للطائفية.

وتعقيبا على ميثاق الشرف الوطني، قال المعارض السوري، النائب السابق محمد مأمون الحمصي لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذا الأسبوع الذي حضره رموز وطنية من مختلف دول العالم خطوة جيدة للغاية، فورش العمل كانت بمثابة عملية إعطاء أكسجين للثورة، وتبعد سموم النظام عن الشعب، ورغبته في تحويل الثورة إلى حرب طائفية، وإشاعة العدوانية بين الطوائف المختلفة». وأضاف الحمصي: «لكن إرادة الوطنيين المخلصين المشاركين في فعاليات الأسبوع تجاوزت تلك الألاعيب لتقول معا من أجل الحرية والوطنية».

وتعليقا على فزاعة الطائفية التي يروج لها النظام السوري قال الحمصي: «النظام من خلال إعلامه وأبواقه الإرهابية يروج أنه إذا سقط فسوف تذبح الأقليات، وأن الطوائف سوف تتقاتل وتختلف فيما بينها، وهو ما كان الدافع للخروج بميثاق الشرف الوطني، لتفنيد ما يروجه النظام من كذب وكشف خداعه للعالم، والتأكيد على أن هناك وحدة، وأن هذه هي حقيقة شعب سوريا، كما أن الميثاق جاء ليؤكد أن الشعب يريد العودة إلى عهد الاستقلال، عندما ترابط الجميع فيه لإخراج المستعمر، والآن سوف يتكاتف الجميع لإسقاط النظام».

بينما أوضح المعارض رياض غنام، رئيس للجنة الإعلامية المنبثقة عن مؤتمر أنطاليا للمعارضة السورية، عضو الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير، أن جميع المشاركين من معارضي الداخل والخارج في أسبوع الدعم دعوا جميع السوريين للتوقيع على ميثاق الشرف وتبني ما جاء فيه من تجريم للطائفية، والتأكيد على حرمة الدم السوري، وأن سوريا وطن لجميع السوريين مهما كانت انتماءاتهم، مبينا أن الجميع تعاهد على بذل كل الجهود من أجل بناء سوريا الدولة المدنية الحرة الديمقراطية التعددية، التي يسودها العدل والمساواة بين مواطنيها جميعا، وما يعد خطوة فارقة، استقبل القائم بالأعمال الروسي نائب رئيس بعثة روسيا الاتحادية بالقاهرة الوزير مفوض إيفان مولتوكوف، أمس، وفدا من المعارضين السوريين المشاركين بأسبوع نصرة الشعب السوري، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الواسعة التي تضرب سوريا منذ 6 أشهر.

وأعطى هيثم المالح، شيخ القانونيين السوريين، رئيس مؤتمر إسطنبول، للقائم بالأعمال الروسي شرحا وافيا عن حقيقة ما يدور في داخل سوريا من عمليات قتل واعتقال وترويع لا تتوقف، مبديا حرص الشعب السوري على إقامة علاقات مثلى مع الشعب الروسي من خلال تبني الموقف الرسمي الروسي طموحات ومطالب شعب سوريا وتأييدها وعدم الانحياز بصفة كلية إلى النظام، كما تحدث خلال اللقاء البروفسور منذر ماخوص، أستاذ علم البترول، وهو من الطائفة العلوية حيث أكد أن زيارة الوفد للسفارة الروسية هو تعبير عن حرص الشعب السوري على بناء علاقة مستقبلية مع روسيا مبنية على المصالح المشتركة لكلا الشعبين.

من جانبه قال مأمون الحمصي إن روسيا تستطيع وقف حمام الدم في سوريا باتخاذ موقف حاسم إزاء نظام بشار الأسد، خاصة أن النظام يقتل مواطنيه بالسلاح الروسي.

ووعد القائم بالأعمال الروسي وفد المعارضة السورية بمعالجة كافة الأمور، مؤكدا أن روسيا تريد الحرية للشعب السوري شريطة ألا يكون هناك مكان لما وصفها بقوى الإرهاب، مشيرا إلى أنه سينقل مضمون اللقاء إلى حكومة بلاده، وهو ما أثار الإعلامي فهد المصري، المتحدث الإعلامي باسم الجالية السورية بالخارج، على هذا الكلام قائلا «إن ثورة سوريا سلمية ولا مكان فيها لإرهابيين أو عصابات.. وإن أي تشويه لهذه الحقيقة هي محاولة لتضليل الرأي العام العالمي».

واختتمت فعاليات أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري بورشة عمل حملت عنوان «تجريم الطائفية، وصيانة الوحدة الوطنية»، التي تدارست السبل والآليات الكفيلة بحماية المجتمع السوري وتحصينه من أخطار الفتنة الطائفية التي تهدد النسيج الوطني.