تقارير: واشنطن توافق على منح طالبان مقرا سياسيا بقطر

«التايمز»: الحركة الأصولية أرادت التأكد من أن أعضاء بعثتها سيتمتعون بحرية الحركة في الدوحة

TT

صادقت الولايات المتحدة الأميركية على خطط تسمح لحركة طالبان الأفغانية بافتتاح مقر سياسي لها في قطر، قبل نهاية العام الحالي، بحسب ما كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس. وأكّدت الصحيفة أن «هذه الخطوة جرى ابتكارها لتمكين الغرب من بدء محادثات سلام رسمية مع طالبان بأمل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 10 سنوات»، شارحة أن «سفارة إمارة أفغانستان الإسلامية ستُفتح في قطر قبل نهاية العام الحالي». وأضافت إن «هذا التحرك يمثل خطوة حاسمة على طريق المصالحة مع مرور الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في واشنطن ونيويورك». وأملت أن تساعد في تسهيل محادثات سلام يمكن أن تؤدي إلى هدنة مع طالبان، بعدما حظيت بدعم زعيم الحركة الملا عمر. من جهة أخرى، ذكرت «التايمز» أن «طالبان تريد أن تتأكد من أن أعضاء بعثتها سيتمتعون بحرية الحركة ولن يتعرضوا للمضايقات والاعتقال في العاصمة القطرية الدوحة، التي يعتقد أن سلطاتها وافقت على السماح للحركة بافتتاح مقر، بعدما طلبت واشنطن أن يكون بعيدا عن تأثير باكستان».

يذكر أن تقارير صحافية أخرى كانت قد كشفت أن الجولة الأخيرة من محادثات سلام سريّة بين الولايات المتحدة وقيادة حركة طالبان انهارت بعد تسرّب تفاصيل عن المفاوضات.

وأشارت إلى أن السرية المطلقة كانت شرطا أساسيا للقاءات التي عقدت في ألمانيا وقطر في وقت سابق من هذا العام بين السكرتير الخاص السابق لزعيم حركة طالبان الملا عمر، محمد طيب آغا الذي يتحدث العربية بطلاقة، ومسؤولين بارزين من وزارة الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). ونقلت الصحيفة هذه المعلومة عن «دبلوماسيين غربيين» طلبوا عدم كشف هوياتهم. وأوضح أحدهم أن هذا المكتب «لن يكون سفارة ولا قنصلية بل مقرا حيث يمكن أن تعامل (حركة طالبان) كحزب سياسي». وسيكون المكتب في الدوحة - في حال إتمام المشروع - أول تمثيل لطالبان الذين طردوا من الحكم في أفغانستان أواخر 2001 إثر هجوم عسكري شنته الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) من ذلك العام! لكنهم يخوضون مذاك تمردا مسلحا تكثف في السنوات الأخيرة. ونقلت «تايمز» عن الدبلوماسيين أن هذه المرحلة ستسمح بتحقيق تقدم في المحادثات التمهيدية مع طالبان التي تجريها واشنطن مع انخراط لبريطانيا خصوصا بغية تسهيل عملية المصالحة مع الحكومة الأفغانية ووضع حد للتمرد.

وقالت الصحيفة البريطانية إنّ هذا التحرك يمثِّل خطوة حاسمة على طريق المصالحة مع مرور الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في واشنطن ونيويورك.

وأضافت: «الخطوة جرى ابتكارها لتمكين الغرب من بدء محادثات سلام رسمية مع طالبان بأمل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 10 سنوات». ونقلت «التايمز» عن دبلوماسي لم تكشف عن هويته القول: «إنّ مقر طالبان في الدوحة لن يكون سفارة أو قنصلية بل شبيها بمكان إقامة بحيث يمكن معاملة الحركة مثل أي حزب سياسي، لكنها لن تكون قادرة على استخدامه لجمع التبرعات أو لدعم القتال في أفغانستان».

وفي يونيو (حزيران) الماضي صرح وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس أنه أمر أساسي تحديد «من يمثل حقا طالبان» قبل الانخراط في محادثات مع شخص يزعم أنه قائدهم الملا عمر. ورفضت لندن أمس التعليق على إنشاء مكتب كهذا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية «إنها مسألة تعني الولايات المتحدة».