العاهل الأردني: الحل العادل والشامل لقضايا الحل النهائي يشكل أولوية للأردن

التقى مبعوث الرباعية وأكد على أهمية استمرار الدور الأوروبي في دعم جهود السلام

TT

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أهمية استمرار ألمانيا وأوروبا في دعم جهود تحقيق السلام الشامل في المنطقة، وصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وفق حل الدولتين.

واعتبرا العاهل الأردني، خلال لقائه أمس وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي، الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة، أن حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا، يعالج جميع قضايا الحل النهائي بما في ذلك موضوع القدس واللاجئين يشكل أولوية للأردن، الذي يدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ونيل حريته واستقلاله.

وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن وزير الخارجية الألماني أكد خلال اللقاء أن بلاده تشجع على تحريك عملية السلام وإخراجها من حالة الجمود والتوقف من خلال العمل على استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وشدد فسترفيلي على دعم ألمانيا للإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يسعى الأردن إلى تحقيقها بما يؤمن مستقبل أفضل لجميع الأردنيين.

ووصف الخطوات التي قادها العاهل الأردني باتجاه تسريع عملية الإصلاح السياسي بأنها جريئة وشجاعة، مؤكدا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يدعمان هذه الخطوات الإصلاحية ويعتبرانها مهمة ومتقدمة.

وجرى بحث التطورات السائدة في الشرق الأوسط وقرار السلطة الوطنية الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة من أجل المطالبة بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية وموقف الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إزاء ذلك.

كما تم استعراض الفرص المتاحة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين وتطويره والبناء عليه تحقيقا للمصالح المشتركة للبلدين، خصوصا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.

وكان وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، قد بحث مع نظيره الألماني غيدو فسترفيلي أمس سبل تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، وموضوع سعي السلطة الفلسطينية للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية من الأمم المتحدة.

وحسب بيان للخارجية الأردنية، فقد أعرب الجانبان عن تأييدهما لحل الدولتين كوسيلة وحيدة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد فسترفيلي أن ألمانيا تريد أن تكون إسرائيل داخل حدود آمنة، ولكنها تريد أيضا أن تكون هناك دولة مستقلة قابلة للحياة للشعب الفلسطيني، معربا عن اعتقاده بأن الوصول إلى النجاح عبر هذا الطريق لن يتحقق إلا بالمفاوضات وليس بالمواجهات.

وأعرب المسؤول الألماني عن أمله في التوصل إلى موقف أوروبي موحد تجاه الطلب الفلسطيني في الأمم المتحدة.

وأشاد فسترفيلي بالإصلاحات السياسية الجارية في الأردن حاليا، سواء لجهة التعديلات الدستورية أو قانون الانتخاب الذي أفرزته لجنة الحوار الوطني، مشيرا إلى أن السعي الأردني الحثيث نحو الإصلاح أدى إلى شمول الأردن بالمساعدات التي أقرتها مجموعة الثماني للدول السائرة في طريق الإصلاح، مثل الأردن والمغرب وتلك التي بدأت فيها ثورات ديمقراطية مثل تونس ومصر.

من جانب آخر، بحث جودة وفسترفيلي الوضع في ليبيا حيث أشاد المسؤول الألماني بالاستعداد الأردني لمساعدة الشعب الليبي في بناء مؤسساته المدنية.

واتفق الجانبان على وجوب وقف إراقة الدماء في سوريا والبدء في طريق الإصلاح الذي يفضي إلى ضمان مستقبل أفضل لسوريا.

وكان الوزير الألماني الذي بدأ من عمان جولة في المنطقة تشمل الأردن وإسرائيل قد بحث ليلة أمس في عمان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تطورات القضية الفلسطينية وجهود التوجه للأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين.

يشار إلى أن الصادرات الأردنية إلى ألمانيا بلغت خلال العام الماضي 5 ملايين دولار مقابل 880 مليون دولار واردات.

على صعيد متصل استقبل الملك عبد الله الثاني أمس مبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط توني بلير، في اجتماع تناول تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأكد الملك عبد الله الثاني خلال اللقاء أهمية دور دول الاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية والمجتمع الدولي في توفير الظروف الملائمة أمام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى طاولة المفاوضات، ومعالجة جميع قضايا الوضع النهائي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وشدد في هذا السياق على أن حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفق حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي يشكل المدخل الحقيقي لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.