وكالة الطاقة الذرية قلقة من الأنشطة النووية الإيرانية وستكشف الأسباب قريبا

تدشين محطة بوشهر بحضور وزيري خارجية إيران وروسيا

TT

كشف يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن الوكالة ستعلن قريبا تفاصيل الأمور التي تجعلها تتشكك بصورة أكبر من احتمال سعي إيران لإنتاج سلاح نووي. وكان أمانو قد أشار في تقريره الأخير إلى هذه المخاوف وقال إن الوكالة، ومقرها فيينا، تتلقى المزيد من المعلومات في هذا الشأن، دون المزيد من التفاصيل. وقال أمانو على هامش اجتماع لمجلس محافظي الوكالة: «في المستقبل القريب، آمل أن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل التي تثير قلق الوكالة حتى يكون جميع الأعضاء على دراية كاملة». وأشار مصدر دبلوماسي إلى احتمال أن تأتي هذه المعلومات ضمن التقرير الذي سيرفعه أمانو إلى الاجتماع المقبل للمجلس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكانت الوكالة قد أوضحت أنها تلقت معلومات استخباراتية تتعلق بـ7 مشروعات إيرانية مثيرة للشبهات من بينها إعادة تصميم صاروخ بحيث يصبح قادرا على حمل رأس نووية. وينفي القادة الإيرانيون هذه الاتهامات ويؤكدون أنهم يسعون لتطوير التقنيات النووية السلمية لأغراض الطاقة والأبحاث.

وفي السياق ذاته أفادت تقارير إخبارية إيرانية بأن إيران دشنت أمس أول محطة نووية إيرانية في ميناء بوشهر المطل على الخليج العربي جنوب الجمهورية، وذلك بحضور عدد من المسؤولين الإيرانيين والروس. وذكرت شبكة «خبر» أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي ورئيس مؤسسة «روس آتوم» الذرية الروسية سيرجي كيريينكو شاركوا في مراسم الافتتاح. وسيتم ربط إنتاج المحطة 40% من إجمالي القدرة الإجمالية للمحطة المقدرة بألف ميغاواط كمرحلة أولى بشبكة الكهرباء الوطنية ومن المقرر أن تصل المحطة إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة في نوفمبر المقبل. وتستخدم المنشأة وقودا روسي الصنع، ومن المقرر إعادة النفايات النووية إلى روسيا. وكانت إيران وروسيا قد وافقتا على منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الإشراف الكامل على المحطة المشتركة، غير أن مسؤولا إيرانيا كبيرا أعلن أمس أن المحطة النووية الإيرانية الأولى التي بنتها روسيا في بوشهر (جنوب) لن تدخل حيز العمل قبل بداية 2012، مشيرا إلى أن إيران تفضل الأمن على الجدول الزمني.

وقال محمد أحمديان مسؤول المحطات النووية في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أثناء الاحتفال بوصول إنتاج محطة بوشهر إلى 40% من طاقتها «نتوقع التمكن من وصل المحطة بكامل طاقتها بالشبكة الكهربائية من الآن وحتى نهاية السنة الإيرانية في مارس (آذار) 2012.

ونقل موقع التلفزيون الرسمي على الإنترنت عن أحمديان قوله «انطلاقا من أهمية المسائل الأمنية، وخصوصا بعد حادث فوكوشيما في اليابان، سنتناول المراحل المقبلة بحذر وبحزم وفي إطار الاحترام الصارم للإجراءات».

ويبدو أن هذه الصيغة الجديدة تنبئ بتأخير جديد في وضع المحطة قيد الخدمة، وهو ما كان متوقعا في الأساس في ديسمبر (كانون الأول) 2010.

وفي منتصف أغسطس (آب)، أعلن رئيس البرنامج النووي الإيراني فيريدون عباسي دواني أن المحطة التي تم وصلها بالشبكة الكهربائية في الثالث من سبتمبر (أيلول) بطاقة 60 ميغاواط، ستبلغ 400 ميغاواط في 12 سبتمبر ثم ستصل إلى طاقتها القصوى البالغة ألف ميغاواط في نهاية نوفمبر أو بداية ديسمبر. إلا أن أحمديان أعلن أمس أنه سيكون من الضروري أولا فصل المحطة طيلة أسابيع لتبريد المفاعل وإجراء عملية تفتيش شاملة.

وقال أيضا: «نظرا إلى حساسية المسائل الأمنية، لا نريد فرض أي ضغط على زملائنا عبر الإعلان عن موعد» لإطلاق العمل النهائي للمحطة.