الجيش السوري يحكم إغلاق المعابر غير الشرعية في شمال لبنان مانعا سلوكها بالاتجاهين

جنود سوريون فروا إلى لبنان يلتحقون بكتيبة خالد بن الوليد المنشقة في حمص

TT

كشفت مصادر ميدانية، أن «الجيش السوري عزز أمس وجوده وانتشاره على طول الحدود مع لبنان، لا سيما في مقابل البلدات اللبنانية الشمالية التي يقصدها النازحون السوريون بشكل يومي». وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «المعابر غير الشرعية باتت مقفلة بنسبة 90 في المائة بسبب الانتشار الكثيف للجنود السوريين والدوريات الراجلة والمؤللة التي يسيرونها على طول هذه الحدود، لمنع العبور بالاتجاهين بعد حركة النزوح الكثيفة التي شهدتها هذه المناطق في الأيام القليلة الماضية، على أثر تجدد المداهمات لبلدات هيت والبويت وتلكلخ والقصير القريبة من لبنان»، مؤكدين أن «الجيش السوري يطلق النار على كل من يحاول مغادرة الأراضي السورية أو دخولها». ولفتت إلى أن «عناصر الجيش السوري غالبا ما يعمدون إلى احتجاز رعاة المواشي الذين غالبا ما يوجدون مع قطعانهم بين بلدات هيت والبويت السورية ووادي خالد اللبنانية، ويطلقون النار باتجاههم لترويعهم».

إلى ذلك، أعلن ناشط سوري من بلدة تلكلخ السورية القريبة من بلدة وادي خالد اللبنانية، أن «عناصر الأمن السوري مشطت ليل أول من أمس البلدة واعتقلت عددا من الأشخاص الذين عادوا إليها بعد فرارهم منها قبل نحو الشهرين». وقال الناشط لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أن وجه الأمن السوري دعوات متكررة إلى أهالي بلدة تلكلخ للعودة إلى منازلهم، على أثر ما سموه تنظيف البلدة من المسلحين وعودة الحياة الطبيعية إليها، وبعد أن لبى عدد لا بأس به من أبناء تلكلخ هذه الدعوة ورجعوا إلى منازلهم، فوجئوا بعد ساعات من وصولهم بعملية دهم واسعة نفذتها قوات الأمن والشبيحة، وكانت نتيجتها اعتقال العائدين، في حين عمدت القوات المهاجمة إلى إحراق منازل من تخلفوا عن العودة بعد نهب أثاثها ومحتوياتها بالكامل»، لافتا إلى أنه «على أثر إحراق منازل المواطنين، وقعت اشتباكات ما بين عناصر الأمن والشبيحة من جهة والجيش من جهة ثانية، الذين تمردوا على هذه التصرفات». وأفاد ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط»، بأن «عناصر من الجيش السوري ممن كانوا تركوا الخدمة العسكرية إثر اندلاع الانتفاضة وفروا مع عائلاتهم إلى لبنان، ويبلغ عددهم نحو الـ20 عادوا إلى سوريا في اليومين الماضيين عبر معابر حدودية وعرة، والتحقوا بكتيبة خالد بن الوليد المنشقة عن الجيش السوري في مدينة حمص، التي تضم نحو الألف جندي وضابط، والتي يكثف الجيش النظامي والأمن السوري العمليات اليومية ضدها منذ أكثر من أسبوع».