الحكومة المصرية تعتبر التقارب مع تركيا في مصلحة المنطقة والعالم

أردوغان خلال لقائه بشرف: سنقف مع مصر في الأفراح والأحزان

المشير محمد حسين طنطاوي عند استقباله رئيس الوزراء التركي بمقر وزارة الدفاع المصرية، أمس (رويترز)
TT

اعتبر رئيس الحكومة المصرية الدكتور عصام شرف أن التقارب بين مصر وتركيا يأتي لمصلحة منطقة الشرق الأوسط والعالم، مؤكدا أن هناك تشابها إلى حد كبير في المواقف السياسية بين مصر وتركيا.

وأضاف شرف، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي زار القاهرة أمس، أن ما يساهم في زيادة التعاون بين مصر وتركيا التاريخ والثقافة المشتركة بين الدولتين، مؤكدا على وجود تعاون اقتصادي وتبادل تجاري واسع النطاق بين مصر وتركيا.

وعقد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء جلسة مباحثات أمس مع الدكتور رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا الذي يقوم بزيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام بهدف استثمار الثقل السياسي والاستراتيجي للبلدين في المنطقة لتحقيق النمو والاستقرار بما يخدم مصالح الشعبين.

وأوضح شرف أن مباحثاته مع رئيس الوزراء التركي تناولت زيادة التبادل التجاري من 3 مليارات إلى 5 مليارات دولار، وزيادة الاستثمارات التركية من 1.5 مليار دولار إلى 5 مليارات دولار خلال السنوات المقبلة.

وقال شرف إنه تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات والبروتوكولات في مختلف المجالات لدعم التوجه المصري - التركي في توثيق العلاقات بين البلدين.

من جانبه، قال رجب طيب أردوغان: «اتفقنا مع مصر على الالتزام بدعم فلسطين وإقامة دولتها والاعتراف بها في الأمم المتحدة، ونؤمن بأنه ما دامت أيدينا في أيدي مصر، يمكن أن نؤسس للسلام العادل والشامل في عالم يتغير ولا يمكن تجاهل إرادة الشعوب في مسيرة التغيير في العالم».

وشدد أردوغان على أن «كل ولادة لها صعوباتها، ومصر كانت في مرحلة مخاض وولادة، ونحن في تركيا نؤمن بأن الشعب المصري يستطيع اجتياز هذه المرحلة، ونحن بجانب مصر في أفراحها وأتراحها؛ حيث إننا من الأسرة نفسها نظرا لتلاقى حضارات الأناضول والنيل».

وقال أردوغان: «أصطحب معي 280 من رجال الأعمال الأتراك، وأتيت بهم لوضع خطوات مشتركة لمضاعفة التعاون التجاري وزيادة الاستثمارات التركية خلال الفترة القليلة المقبلة».

وشن رئيس وزراء تركيا هجوما عنيفا على إسرائيل، وقال إن عليها أن لا تتحدث باسم السلام، وإنها لا تحدد زيارات مسؤولي تركيا لأي دولة، وإن ما قيل في الإعلام الإسرائيلي من تخوف إسرائيل من زيارة أردوغان للقاهرة كلام غير منطقي؛ لأن الحكومة التركية هي التي تحدد استراتيجيات علاقاتها وزياراتها وفقا لمصالحها، وقال إن إسرائيل تسببت في قتل 9 أتراك و5 مصريين في الفترة الأخيرة، و«عليها أن لا تتحدث باسم السلام».

ووصف أردوغان القضية الفلسطينية بأنها جرح دام في قلب الشرق الأوسط، معربا عن أمله في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني لتصبح دولته عضوا في الأمم المتحدة، مؤكدا أن مصر قطعت شوطا طويلا في ذلك ونحن ندعم هذا الموقف.

وقال إن هناك بعض الجهات تريد أن تستغل الربيع العربي وما أحدثه من إيجابيات بشكل سلبي ضد مصلحة هذه الشعوب والمنطقة، وهو ما يحدث الآن بخصوص فتح مصر لمعبر رفح ويحاول البعض استغلاله استغلالا سيئا.

وأكد أردوغان أنه سيشارك اليوم (الأربعاء) في اجتماع مجلس الأعمال المصري - التركي لبحث عدد من المشروعات المشتركة في مجالات السياحة والمواصلات والمصارف والطاقة.

وتناولت مباحثات شرف وأردوغان أمس آليات زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا بما يتجاوز الرقم الحالي الذي يبلغ ثلاثة مليارات دولار سنويا، وزيادة الاستثمارات التركية خاصة في مجالات النسيج والملابس الجاهزة والسياحة والصناعات الغذائية والكيماويات والتوسع في إقامة المناطق الصناعية التركية بما يسهم في زيادة التعاون الاستثماري بين القطاع الخاص بالبلدين.

وأكدت المباحثات ضرورة تشجيع رجال الأعمال بالبلدين على إقامة مشروعات مشتركة في مصر تمتد إلى التعدين وصناعة السيارات والطاقة المتجددة والقطارات السريعة وتدوير القمامة والنقل البحري والتعدين.

كما تناولت المباحثات عددا من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتم استعراض التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط والتغيرات المتوقعة بعد الربيع العربي، وإقامة تعاون استراتيجي بين مصر وتركيا لتحقيق الاستقرار في المنطقة ودفع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وتم الاتفاق خلال المباحثات على توسيع التعاون في مجالات الإعلام والتعليم والتجارة والصناعة والطاقة والثروة المعدنية والشباب والرياضة.