يعتزم «المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية» في المغرب، وهو مؤسسة أكاديمية رسمية، تنظيم دورة تدريبية مكثفة في اللغة الأمازيغية لفائدة مدرسين من ليبيا، وذلك من أجل إعدادهم لتدريس اللغة الأمازيغية بعد عودتهم إلى بلادهم. وكان المغرب أعلن في وقت سابق، أنه سيقدم مساعدات، خاصة في مجال تدريب الكوادر في شتى الميادين، لمساعدة الليبيين في بناء دولتهم الجديدة لمرحلة ما بعد معمر القذافي. وقال مصدر من «المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية»، إن دورة تدريب المدرسين الليبيين ستكون لمدة ثلاثة أسابيع للمدرسين الليبيين الذين سيعملون، بعد عودتهم، على تدريس هذه اللغة. وتشمل مواد الدورة التدريبية النحو والصرف والمعجمية، مع التركيز على طرق تدريس اللغة الأمازيغية في ليبيا.
وقال المصدر إن «المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية» يتحمل نفقة تكاليف الدراسة ومصاريفها، ويشترط على المتقدمين للاستفادة من هذه الدورة التدريبية أن تكون لهم دراية مسبقة بالنحو الأمازيغي واهتمام بالثقافة الأمازيغية مع إتقان تام للغة الأمازيغية. وأشار المصدر إلى أن عددا من الليبيين تقدموا بطلباتهم للاستفادة من هذه الدورة، خاصة من مناطق زوارة وغدامس وجبل نفوسة.
يذكر أن نظام العقيد معمر القذافي شن حملة منظمة طوال سنوات حكمه، هدفت إلى طمس الأمازيغية في ليبيا، وكان يمنع استعمال اللغة الأمازيغية من طرف القبائل الأمازيغية التي تعرض أبناؤها للاضطهاد، وجرت وسطهم اعتقالات كثيرة، وانضم عدد كبير منهم للمعارضة في الخارج منذ منتصف السبعينات. وساهم أمازيغ ليبيا بشكل لافت، في الثورة الليبية، وخاصة في اقتحام العاصمة طرابلس. وقالت مصادرهم إن أعدادا كبيرة منهم حملوا السلاح منذ بدايات اندلاع الثورة.