تونس: المنظمات الإنسانية تحزم حقائبها استعدادا للرحيل

من بينها منظمة أطباء بلا حدود وبرنامج الغذاء العالمي

TT

انسحبت مجموعة من المنظمات الإنسانية بهدوء من الجنوب التونسي المتاخم للحدود مع ليبيا، وذلك بعد تضاؤل حجم تدخلاتها الإنسانية خلال الفترة التي تلت دخول الثوار إلى طرابلس. وأعلنت مختلف تلك المنظمات على لسان بعض مسؤوليها أن الحاجة لم تعد ملحة لبقائهم قرب ساحة المواجهة بين طرفي النزاع في ليبيا، بعد أن استوت الأمور لفائدة ثوار ليبيا خلال الفترة الماضية.

وكان لتدفق العائلات الليبية نحو بلدهم الأصلي تأثير كبير على تدخلات تلك المنظمات الإنسانية، على غرار منظمة إغاثة اللاجئين التي أعلنت عزمها التوجه إلى ليبيا بغية التدخل على عين المكان، وقالت على لسان مسؤوليها إنها تنوي تغيير شكل تدخلاتها. وانطلقت مجموعة أخرى من المنظمات والهيئات الإنسانية، مثل منظمة «أطباء بلا حدود» والمنظمة الدولية للهجرة والهلال الأحمر الإماراتي، وحزمت أمتعتها استعدادا للتوجه نحو الأراضي الليبية، بعد أشهر من التدخلات الإنسانية التي رافقت النزاع.

وكان الهلال الأحمر الإماراتي ينشط في إطار مخيم «الكتف» بمناطق بن قردان المواجهة للحدود التونسية الليبية على مستوى المعبر الحدودي راس الجدير.

ولا يستبعد أن يكون برنامج الغذاء العالمي قد حزم «أدباشه» بدوره، وجمع مخزوناته الرابضة بالمخزن الجهوي بمدنين (650 كلم جنوب العاصمة التونسية)، متوجها إلى الأراضي الليبية ليواصل تقديم المساعدات في المكان عينه. وذكر محمد هدية (ناشط سياسي من مدنين) أن برنامج الأغذية العالمي قد تولى إغاثة عشرات الآلاف من الليبيين الفارين من جحيم المعارك هناك. كما قدم المساعدة للعائلات التونسية التي أوت العائلات الليبية. كما تولى أسبوعيا تقديم مساعدات لتلك العائلات خلال شهر رمضان.

وفي السياق ذاته، قال المنجي سليم، رئيس فرع الهلال الأحمر التونسي بمدنين، إن المنظمة الإنسانية ستتوجه بمساعدات مادية وأدوية إلى الأراضي الليبية وبالتحديد إلى سكان مدينة «زوارة»، وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية أن المنظمة ستوفد قريبا مجموعة من متطوعيها إلى الأراضي الليبية.

وتشير المعطيات عينها إلى أن المستشفى العسكري بالشوشة قد تضاءلت تدخلاته خلال الفترة الماضية وهو ما ينبئ بقرب رحيله هو الآخر. وتفيد تقارير طبية قادمة من هناك أن المستشفى لا يتلقى، حاليا، أكثر من حالة صحية واحدة في الأربع وعشرين ساعة، غالبا ما لا تكون عاجلة، وهو ما سيعجل، حسب الخبراء، برحيله خلال الأيام المقبلة.