كابل: طالبان تهاجم قيادة الناتو وسفارة أميركا في الحي الدبلوماسي

استخدموا أنواعا مختلفة من الأسلحة بما فيها الآلية وقذائف «آر بي جي»

استنفار أمني في أعقاب هجوم طالبان على حي السفارات بوزير أكبر خان بوسط العاصمة كابل أمس (رويترز)
TT

ذكر مسؤول بالشرطة الأفغانية أنه تم سماع دوي انفجارات وإطلاق أعيرة نارية أمس وسط العاصمة كابل، بالقرب من السفارة الأميركية ومقر قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال حشمت ستانكزاي، المتحدث باسم شرطة كابل: «جرى سماع دوي سلسلة من الانفجارات، أعقبها إطلاق أعيرة نارية في حي وزير أكبر خان (حي السفارات). ونحقق حاليا في الحادث». من جهته قال ذبيح الله مجاهد خلال مكالمة هاتفية أجراها من مكان غير معلوم: «لقد هاجم زملاؤنا الكثير من المقار الحكومية والدبلوماسية والاستخباراتية ومقر السفارة الأميركية في كابل».

وأضاف: «إنهم (منفذي الهجوم) يستخدمون أنواعا مختلفة من الأسلحة، بما فيها السترات الانتحارية والأسلحة الآلية، إلى جانب سلاح جديد يدعى ،82، يتم إطلاقه مثل قذيفة آر بي جي».

وقتل ستة اشخاص بينهم اربعة شرطيين واصيب 15 بجروح معظمهم من المدنيين في هجمات منسقة نفذتها حركة طالبان في كابل بحسب حصيلة موقتة حصلت عليها الصحافة الفرنسية من مسؤول كبير في وزارة الداخلية.

واضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان المعارك كانت مستمرة مساء بين قوى الامن والمهاجمين المتحصنين في مبنى في وسط العاصمة الافغانية.

وأفاد شهود عيان بأن منفذي الهجوم استولوا على مبنى من 13 طابقا تحت الإنشاء في ميدان عبد الحق، المجاور لمقر «إيساف» والسفارة الأميركية.

وأوضح الشهود أن قذائف «آر بي جي» أطلقت باتجاه الشوارع والسفارة الأميركية.

وقال مسؤول بالسفارة الأميركية إن العاملين بالسفارة احتموا بسواتر تقيهم من النيران، فيما أكد مسؤول من «إيساف» أنهم يتعرضون للهجوم وأن «القوات ترد بشكل مناسب».

وطوقت قوات الشرطة المنطقة، فيما شوهد الجنود الأفغان والأجانب وهم يقاتلون منفذي الهجوم، وقال ذبيح الله المتحدث باسم طالبان عبر الهاتف من مكان غير معلوم إن الأهداف الأساسية للمهاجمين هي مبنى المخابرات وإحدى الوزارات.

وأضاف أن لا يمكنه التعليق على عدد المهاجمين هناك ما دامت العملية مستمرة، وأعلنت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في كابل أن الهجوم الذي نفذ بالصواريخ والأسلحة الخفيفة في العاصمة الأفغانية وقع «في محيط» البعثة.

وذكر مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية ومصادر عسكرية غربية أن حركة طالبان هاجمت أمس مقر قيادة القوة الدولية للحلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف) في وسط كابل.

وقال المراسلون إن الانفجارات وقعت على ما يبدو في عدة مواقع من العاصمة الأفغانية، ما يشير إلى أن المهاجمين يستهدفون عدة أماكن.

وأكدت الشرطة وقوع الانفجارات وإطلاق النار، لكنها لم تحدد مصدرها. ولم تتوافر على الفور أي حصيلة.

وقالت وزارة الداخلية إن شرطيا ومسلحين قتلوا في اشتباكات حي وزير أكبر خان الذي ترددت فيه أصوات الانفجارات القوية والأسلحة الأوتوماتيكية.

ووقعت قذيفة على بناية تضم قناة تلفزيونية خاصة، وأخرى قرب حافلة لنقل التلاميذ، كانت خالية لحظة سقوط الصاروخ.

وقال مصدر عسكري غربي عبر الهاتف لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم الكشف عن هويته إن «مقر قيادة قوة إيساف يتعرض لهجوم حاليا».

وأعلن متحدث باسم إيساف لوكالة الصحافة الفرنسية «ثمة هجوم جار في وسط كابل»، لكنه لم يشأ التأكيد بأنه يستهدف مقر قيادة القوة. وذكر أحد الشهود الذين اتصلت بهم وكالة الصحافة الفرنسية أن مهاجمين تمركزوا في مبنى كبير قيد الإنشاء قريب من قاعدة عسكرية أفغانية.

وتحدث شاهد آخر عن إطلاق نار في الحي الذي يضم عددا من السفارات الغربية.

وكتب ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في رسالة نصية بعث بها إلى وكالة الصحافة الفرنسية بعيد الانفجارات الأولى: «نشن هجوما انتحاريا كثيفا على مكاتب أجهزة الاستخبارات الأجنبية والأفغانية».

وكثف المتمردون الإسلاميون الذين يقاتلون منذ 10 سنوات نظام كابل المدعوم من 130 ألف جندي من القوات الدولية، معظمهم من الأميركيين، عملياتهم في السنوات الأخيرة، ووسعوا نطاق هجماتهم الانتحارية حتى وسط العاصمة الخاضعة لتدابير أمنية مشددة.

وهذا ثاني هجوم كبير من نوعه تشنه طالبان في كابل خلال أقل من شهر، بعد ذلك الهجوم الذي استهدف القنصلية البريطانية منتصف الشهر الماضي وقتل فيه 9 أشخاص.

وأواخر يونيو (حزيران) شن مسلحون من الحركة هجوما على فندق في كابل يرتاده الغربيون، وانتهى بمقتل 10 أشخاص على الأقل. ووصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريه فوغ راسموسن هجمات اليوم بمحاولة من طالبان لعرقلة نقل المسؤوليات الأمنية، وأكد أن مسعى الحركة سيفشل.

وتزايدت حدة عمليات طالبان الأشهر الأخيرة، وسجل أغسطس (آب) الماضي مقتل 69 جنديا أميركيا ليكون أعنف شهر على الجيش الأميركي الذي يشكل الجزء الأكبر من القوات الدولية البالغ عددها 140 ألفا. وعشية الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، تبنت طالبان هجوما كبيرا على قاعدة للناتو في ولاية وردك أصيب فيه 77 جنديا أميركيا، واستبقته ببيان تعهدت فيه بهزيمة الجيش الأميركي.