أحمدي نجاد يعلن قرب إطلاق سراح معتقلين أميركيين بعد عامين من الحبس

كلينتون: تشجعنا مما قالته الحكومة الإيرانية.. ونأمل نتيجة إيجابية

TT

ساد جو من التفاؤل في واشنطن أمس بعد إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قرب إطلاق المعتقلين الأميركيين، شين باور وجوش فاتال، خلال الأيام المقبلة. ورحبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بهذا التحرك الإيراني، قائلة: «نحن نراقب هذه المسألة من كثب، ونحن تشجعنا مما قالته الحكومة الإيرانية». ولكنها امتنعت عن التصريح أكثر من ذلك كي لا تستبق الأحداث، وأوضحت: «نحن بالطبع نأمل أن نرى نتيجة إيجابية لما يظهر أنه قرار من الحكومة» الإيرانية.

وتعاملت الإدارة الأميركية بحذر مع تصريحات أحمدي نجاد التي أدلى بها في مقابلة خاصة مع قناة «إن بي سي» الأميركية. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند: «نحن نعمل من خلال السلطات السويسرية من أجل الحصول على المزيد من المعلومات من السلطات الإيرانية». ويذكر أن سويسرا ترعى المصالح الأميركية في إيران، وكانت السفارة السويسرية قامت بزيارات عدة لفاتال وباور في السابق. وقال الرئيس الإيراني إن الأميركيين الصادر عليهما حكم بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس سيفرج عنهما قريبا في «لفتة إنسانية». وأوضح في المقابلة التي بثت صباح أمس في الولايات المتحدة: «أعتقد أن هذين الاثنين سيفرج عنهما خلال بضعة أيام. نعم خلال بضعة أيام، إن شاء الله سيتم إطلاق سراحهما». وأضاف: «هذا الأمر سينتهي. نفعل ذلك كلفتة إنسانية على سبيل المثال». ويذكر أن الإدارة الأميركية وعائلتي المعتقلين كانت قد ناشدت الحكومة الإيرانية مرات عدة لإطلاقهما منذ أن اعتقلا في يوليو (تموز) عام 2009 قرب الحدود الإيرانية مع العراق. وصدر عليهما الحكم الشهر الماضي وأفرج عن أميركية ثالثة كانت معهما هي سارة شورد في سبتمبر (أيلول) عام 2010 وعادت للولايات المتحدة بعد دفع كفالة قدرها 500 ألف دولار. وكان باور وجوش يقضيان عقوبتهما في زنزانة مشتركة بسجن إيفين بطهران.

وعلى الرغم من أن الشباب الأميركيين الثلاثة أكدوا أنهم كانوا في رحلة «سياحية» في إقليم كردستان العراق وعبروا الحدود الإيرانية خطأ، اعتبرت الحكومة الإيرانية أنهم كانوا يتجسسون على إيران ووجهت لهم تهم بذلك. وقال محام إيراني مسعود شافعي لوكالة «رويترز» أمس إن السلطات الإيرانية ستفرج عن الأميركيين بكفالة وإنه يمكنهما مغادرة إيران فور إطلاق سراحهما، موضحا: «وافقت محكمة الاستئناف على الإفراج عن شين باور وجوش فاتال بكفالة قدرها 500 ألف دولار لكل منهما... يمكنهما مغادرة إيران فورا بعد الإفراج عنهما». وأضاف المحامي: «غادرت المحكمة منذ بضع دقائق وأبلغت السفارة السويسرية بأحدث التطورات».

وجاء الإعلان عن الإفراج المرتقب عن الأميركيين قبل سفر الرئيس الإيراني إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 22 سبتمبر (أيلول)، واعتبره محللون محاولة لتخفيف الضغوط الدبلوماسية المتصاعدة على طهران.

وزادت القضية من التوترات بين طهران وواشنطن، إلى جانب خلافهما حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقال أحمدي نجاد إن هذه القضية تجيء في إطار قضية أكبر تشمل إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة.

وقال: «هذان الاثنان يعيشان في ظروف جيدة جدا في السجن هنا. كمن ينزل في فندق. أعتقد أن المشكلة تكمن في توجه السياسيين والزعماء الأميركيين.. لماذا يتخذ الزعماء الأميركيون موقفا معاديا لنا بهذا الشكل». وأضاف: «دعوني أطرح سؤالا: هل المشكلة تكمن حقا فيهما (المحتجزين)؟ هل تعرفون عدد الإيرانيين الموجودين الآن في السجون الأميركية..؟! كلهم بشر. الأمر لا يتعلق فحسب باثنين من الأشخاص في إيران».