إيران تحاول «كسب الوقت» وتعرض استئناف المفاوضات النووية شريطة عدم التنازل عن حقوقها

واشنطن تعتبر تشغيل بوشهر «خير دليل» على عدم حاجة طهران للتخصيب.. والأمم المتحدة: إيران مورد رئيسي لمهربي المخدرات في آسيا

TT

أكدت طهران أمس استعدادها لإجراء مفاوضات مع مجموعة (5+1) حول ملفها النووي المثير للجدل، لكنها شددت في الوقت نفسه على إجراء المحادثات بناء على «أرضية مشتركة» وعدم التنازل عن حقوقها النووية، وهو ما اعتبره الغرب أن الجمهورية الإسلامية لم تأت بجديد بهذا الصدد، وأنها «محاولة لكسب الوقت». بينما اعتبرت واشنطن أن دخول محطة بوشهر النووية الإيرانية الخدمة الفعلية خير دليل على أن طهران ليست بحاجة إلى تخصيب اليورانيوم. وأبلغت إيران مسؤولة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون باستعدادها لإجراء محادثات نووية جديدة، وحملت الرسالة التي وجهها سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين عن الجانب الإيراني تاريخ السادس من سبتمبر (أيلول) الحالي لكن من غير المرجح أن ترحب بها القوى الغربية كخطوة كبيرة للأمام، حسبما أفادت به وكالة رويترز.

وجاء في الرسالة التي كتبت بالإنجليزية أن المحادثات يمكن أن تستأنف «بمجرد أن تكونوا مستعدين»، وأضافت «ترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن المفاوضات العادلة والمحادثات هي السبيل الوحيد لإزالة سوء الفهم الحالي في كل المجالات».

وتحدث جليلي عن «ضرورة توصل الجانبين لحل شامل طويل الأمد يجري التفاوض بشأنه»، لكنه قال أيضا إن أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى حرمان الدول بما فيها إيران من حقوقها هي «غير مقبولة». وتابع قائلا إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصفتها طرفا فاعلا في معاهدة عدم الانتشار النووي ارتأت دوما وما زالت تؤمن بقوة بضرورة الالتزام بالحقوق القانونية والواجبات دون أي نوع من التمييز».

وجاء في الرسالة أن إيران ستبدي استعدادا للتعاون مع دول أخرى في مجال نزع الأسلحة ومنع الانتشار النووي. ولم تشر إلى المطالب المتكررة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تعمل إيران على تهدئة المخاوف من احتمال سعيها لصنع صاروخ نووي وهو اتهام نفته طهران. وكان متحدث باسم أشتون قد قال في وقت سابق إن رسالة جليلي ستدرس «بدقة».

وأبدت إيران في الأسابيع الأخيرة انفتاحا متزايدا واستعدادا للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت نسرين سلطانكاه نائبة الرئيس الإيراني في مؤتمر صحافي في فيينا «أجبنا عن كل الأسئلة المطروحة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسنفعل هذا في المستقبل أيضا». ورفض دبلوماسيون غربيون هذا بوصفه حملة دعاية لتحسين صورة إيران بلا جوهر ومحاولة واضحة من جانب طهران لكسب الوقت لصالح برنامجها النووي.

وفي طهران، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست على موقف بلاده الثابت بشأن المحادثات مع مجموعة (5+1)، قائلا إن طهران مستعدة لإجراء مفاوضات بناء على «أرضية مشتركة». وقال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس نقلته قناة «برس تي في» الإيرانية الناطقة بالإنجليزية: «أعلنا أننا مستعدون لإجراء محادثات فيما يتعلق بالتعاون على أرضية مشتركة». وذكر أن إيران لم تغير سياستها إزاء المفاوضات، مؤكدا أن طهران رحبت بعقد المحادثات بهدف تطوير «تعاون مؤثر وبناء»، ومضى قائلا إن أي سوء تفاهم إزاء البرنامج النووي الإيراني سيجري توضيحه بطريقة «إيجابية وبناءة»، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

إلى ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن دخول محطة بوشهر النووية الإيرانية الخدمة الفعلية هو خير دليل على أن طهران ليست بحاجة إلى تخصيب اليورانيوم.

إلى ذلك، أفاد تقرير للأمم المتحدة أمس بأن إيران أصبحت موردا رئيسيا للأشخاص الذين ينقلون مادة الميتامفيتامين في آسيا حيث جرى اعتقال أعداد متزايدة من المواطنين الإيرانيين في اليابان وماليزيا وتايلاند. ووفقا لتقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات حول تقييم منشطات الامفتيامين في العالم أصبحت إيران خلال خمسة أعوام منتجا رئيسيا لمادة الميتامفيتامين البلورية بالإضافة لكونها موردة «للأشخاص» الذين يهربون المخدرات إلى آسيا.