كلينتون: لا يمكن استبدال قمع جديد بآخر قديم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

واشنطن تشدد على أهمية احترام الحقوق الدينية وسط تقلبات المنطقة

TT

حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس من انتهاك حقوق الأقليات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة الانتقالية التاريخية التي تشهدها المنطقة. وقالت كلينتون خلال إطلاقها التقرير السنوي عن الحريات الدينية حول العالم، إن «عمليات الانتقال إلى الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تلهم العالم، ولكنها أيضا عرضت الأقليات الإثنية والدينية إلى مخاطر جديدة». وأضاف: «شعوب المنطقة اتخذت خطوات أولى مثيرة إلى الديمقراطية، ولكن إذا أرادوا أن يثبتوا ما اكتسبوه، لا يمكن أن يستبدلوا نوعا آخر من القمع بقمع قديم».

وقالت كلينتون إن «البعض قتلوا على أيدي جيرانهم بسبب إثنيتهم أو عقيدتهم، وفي مناطق أخرى رأينا حكومات تقف دون تدخل بينما يلتهب العنف الطائفي الذي تزيده الكراهيات الدينية وتقسم المجتمعات». وشدد التقرير السنوي للحريات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية على التطورات في المنطقة، حيث تمت الإشارة إلى الأحداث في مصر على الرغم من أن التقرير رسميا يتعامل مع الفترة ما بين يوليو (تموز) وديسمبر (كانون الأول) 2010.

وبموجب قرار من الكونغرس، تصدر وزارة الخارجية تقريرا عن وضع الحريات الدينية في أرجاء العالم كافة، وهذا العام كان هناك تركيز على العراق الذي ما زال يشهد أحداث عنف تستهدف المدنيين بناء على طائفتهم أو دينهم، مثل حادث مقتل 22 عراقيا شيعيا في محافظة الأنبار في طريقهم إلى أداء زيارة دينية. كما بحث التقرير الأوضاع في باكستان وأفغانستان ومصر.

من جهته، قال مساعد وزيرة الخارجية للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمالة مايكل بوسنر إن «هناك قلقا عميقا من وضع المسيحيين في سوريا. لقد خلقت الحكومة جوا من عدم الاستقرار والعنف، وهناك أرواح في خطر». وأضاف بوسنر أن الأحداث في سوريا تهدد المسيحيين العراقيين الذين فروا من العراق «والآن يواجهون التهديد مرة أخرى».

وانتقدت كلينتون «قمع السلطات الإيرانية للصوفيين والمسيحيين واليهود والبهائيين والسنة والأحمدية وغيرهم من الذين لا يشاركون الحكومة آراءها الدينية». ولكنها في الوقت نفسه أشادت بالتطورات في تركيا، قائلة: «نرى أن تركيا تتخذ خطوات جدية لتحسين البيئة للتسامح الديني». وأشارت كلينتون إلى القرار التركي الصادر هذا الصيف الذي دعا غير المسلمين إلى تقديم طلبات استرجاع دور العبادة التي تم احتجازها قبل 75 عاما. وقالت كلينتون: «إنني أحيي التزام رئيس الوزراء (التركي رجب طيب) أردوغان للعمل على ذلك»، مضيفة: «تركيا الآن أيضا تسمح بارتداء النساء الحجاب في الجامعات، مما يعني أنه ليس على الطالبات الخيار بين دينهن وتعليمهن». وشددت كلينتون على أهمية «دور الحرية الدينية والتسامح في بناء المجتمعات المستقرة والمنسجمة، بينما الكراهية وعدم التسامح يؤديان إلى انعدام الاستقرار».

ولم تكن هناك إشارة في النبذة المختصرة عن التقرير المفصل إلى إسرائيل، كما لم يتم طرح أوضاع المسلمين والمسيحيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وردا على سؤال «الشرق الأوسط» حول الهجمات على مساجد في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة بالإضافة إلى اضطهاد حقوق المسلمين والمسيحيين، اكتفى بوسنر بالقول: «نحن نثير هذه القضية مع الحكومة الإسرائيلية بالإضافة إلى قضايا حقوق الإنسان المختلفة.. ذلك يدخل في إطار أوسع هو التوتر المتزايد مع غياب عملية سلام مبنية على حل الدولتين، مما يؤثر على حقوق الإنسان بشكل واسع».