لاجئون فلسطينيون يطلقون حملة ضد «استحقاق سبتمبر».. ونواب حماس يعارضون الذهاب للأمم المتحدة

دعوا لرفع العلم الفلسطيني في «كل مكان حتى نهاية الكيان»

خياط فلسطيني يخيط اعلاما فلسطينية كجزء من الاستعدادات لـ«استحقاق سبتمبر» أمس (أ.ب)
TT

أطلق ناشطون فلسطينيون، حملة ضد ما يسمى «استحقاق أيلول»، ودعوا عبر الـ«فيس بوك» إلى مسيرات وتجمعات في أماكن تواجد الفلسطينيين في الدول العربية، للتأكيد على تمسك الفلسطينيين بحقهم في «كل فلسطين» وليس فقط في مناطق 1967.

وقال الموقع الرسمي للحملة التي يحمل عنوان «سنرفع علم فلسطين في كل مكان حتى نهاية الكيان»، إنه «بعد أكثر من 63 عاما على النكبة، التي نتج عنها ملايين اللاجئين الفلسطينيين حول العالم وخروج من ينادي بإقامة دولة فلسطينية على جزء من حدود عام 1967 دون حل عادل لقضية اللاجئين، جئنا نحن شباب فلسطينيون وعرب، لنؤكد تمسكنا بكل فلسطين، وبعودة اللاجئين إلى ديارهم، رافضين أي حل لا يشمل العودة والحق بفلسطين كاملة».

واختارت الحملة، تاريخ 28 من سبتمبر (أيلول)، وهو ذكرى انطلاق انتفاضة الأقصى، كموعد لبدء فعالياتهم، وأوضح الموقع، «أطلقنا هذه الدعوة لرفع العلم الفلسطيني في كل مكان، إيمانا وتأكيدا منا على تمسكنا بفلسطين والعودة لها، كلنا سنرفع علم فلسطين في 28/9.. هدفنا الآن أن تصل الفكرة لأكبر عدد ممكن».

وتنضم هذه الحملة إلى حملات أخرى، يقودها لاجئون فلسطينيون يعتقدون أن «استحقاق سبتمبر» يضر بحق عودتهم إلى مدنهم وقراهم الأصلية التي هجروا عنها خلال نكبة 1948، غير أن هذه الحملة تبدو الأكثر تأثيرا، إذ انضم إليها في غضون وقت قصير ما يناهز 63 ألف مشترك. واستعانت الحملة بمواقع عربية مشهورة على الـ«فيس بوك» لتعميم الدعوة، ومن بينها موقع «مدينة» و«اجعل صفحة النبي رقم 1 على الـ(فيس بوك)» و«شبكة وصل الإخبارية».

وقال أحد قادة هذا التحرك، الذي طلب عدم نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، «نريد إعادة تسليط الضوء على الوضع الفلسطيني بشكل عام، بعد أن تركزت الأضواء على الثورات العربية، خصوصا في ظل ما يسمى «استحقاق سبتمبر»، الذي نعتقد وفق ما قاله قانونيون وخبراء دوليون أنه يشكل خطرا على حق عودة اللاجئين». وأضاف «فكرتنا بسيطة، لقد أطلقنا أكبر حملة لرفع علم فلسطين في كل مكان، وخاصة في المناطق التي يوجد بها عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، لنعلن تمسكنا بالعودة وبفلسطين كاملة، وعدم القبول بأي حل لا يشمل عودة اللاجئين، واستعادة الفلسطينيين لجميع حقوقهم».

وعلى الرغم من هذه المعارضة الصريحة للتحرك الفلسطيني المنتظر نحو مجلس الأمن، فقد اعتبر الناشط الشبابي الخطوة أكبر من مجرد معارضة التوجه إلى الأمم المتحدة، وقال «إننا نرفض أي حل مهما كان لا يتضمن أراضي 1948 ويكتفي بأراضي 1967».

وطرحت الصفحة استفتاء شارك فيه الآلاف، ورفض أغلبيتهم فكرة التوجه للأمم المتحدة، واعتبروها خطوة غير مجدية.

وتخطط الحملة مع نهاية الشهر الحالي، لمسيرات ضخمة في دول عربية، على أن تتوجه هذه المسيرات للسفارات الإسرائيلية في هذه الدول للاعتصام أمامها. وتعكس هذه المعارضة لـ«استحقاق سبتمبر»، جزءا من رأي الشارع الفلسطيني، إذ ينقسم الفلسطينيون بين مؤيد لهذه الخطوة ومعارض لها، خصوصا بعد ما أثير من آراء قانونية حول إمكانية المس بمنظمة التحرير وقدرتها على تمثيل اللاجئين، وحق عودتهم. وبينما دفعت كل فصائل منظمة التحرير إلى التوجه إلى مجلس الأمن لطلب عضوية الدولة، وأيدته بقوة، مؤكدة عدم المس بالمنظمة وحقوق اللاجئين، عارضته وقللت من أهميته الفصائل الإسلامية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، وقررت حماس منع أي تظاهرات احتفالية في قطاع غزة لدعم التوجه إلى الأمم المتحدة مثلما سيجري عليه الحال في الضفة الغربية، على الرغم من طلب فتح ذلك.

ودعا نوابها في المجلس التشريعي في غزة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في بيان صدر عقب اجتماع عقد في مقر المجلس في غزة، أمس للتراجع عن الخطوة «الانفرادية» بالتوجه للأمم المتحدة لطلب عضوية دولة فلسطين، «الضارة بالقضية.. وضرورة توحيد الجهود الوطنية حول المصالحة وخيار مقاومة الاحتلال». ودعت جامعة الدول العربية لسحب المبادرة «وإطلاق يد الشعوب في مقاطعة ومقاومة المحتل الصهيوني لتحرير الأرض والمقدسات».

وحذر البيان من «المخاطر التي تكتنف هذه الخطوة من النواحي السياسية والقانونية وأثرها على مستقبل حق العودة وعلى وجود منظمة التحرير وعلى فلسطينيي 1948، فضلا عن الاعتراف بالكيان الصهيوني والتنازل عن أرض فلسطين التاريخية في مقابل مكاسب سياسية وهمية وغير حقيقية».