«الشاباك»: تنظيمات إرهاب يهودية لمهاجمة الفلسطينيين

الشرطة تعتبرها مهنية تعمل بطريقة لا تسمح باعتقال أعضائها

TT

كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، عن تقرير صادر عن جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك)، يقول إن اليمين المتطرف في المستوطنات في الضفة الغربية، انتقل من العمل العفوي ضد العرب إلى العمل المنظم بهيكلية خلايا إرهابية، تعمل بشكل منسق وسري ضد أهداف فلسطينية وكذلك ضد اليسار الإسرائيلي اليهودي في إسرائيل وحتى ضد أوساط في الجيش الإسرائيلي.

وقالت «هآرتس»، في تقرير نشرته على صدر صفحتها الأولى، إن تقرير «الشاباك» يشير إلى أن «العمليات التي بدأت كرد فعل عفوي من طرف مستوطنين غاضبين على هدم بيوت في المستوطنات، أو على (عمليات فلسطينية إرهابية)، تحولت إلى نشاط منظم. فهي تعمل في نطاق مجموعات صغيرة وسرية تتشكل من شبان يعرف بعضهم بعضا ويجتمعون معا تحت غطاء محكم ويضعون عراقيل ذكية تصعب على الشاباك اختراقها».

ويضيف التقرير أن هذه المجموعات «تجري عمليات رصد للقرى الفلسطينية وتقوم بجولات وتجمع معلومات حول مداخل ومخارج هذه القرى وأماكن مركزية في داخلها، وتجمع معلومات استخبارية عن شخصيات إسرائيلية تحسب في نظرهم على أنها معادية للاستيطان من حركات السلام اليهودية في إسرائيل ومن مسؤولين في الجيش». ويرى التقرير أن هذه الأساليب هي أساليب الإرهاب المنظم، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأن «وصف هذه العمليات بـ(جباية الثمن)، كما أطلق عليها مؤخرا، هو ذر للرماد في العيون».

ويذكر تقرير «الشاباك» عددا من عمليات التخريب التي تمت خلال الأيام العشرة الأخيرة بأيدي خلايا الإرهاب اليهودي تلك، فيقول إنه ومنذ هدم البيوت في البؤرة الاستيطانية «مجرون»، في الأسبوع الماضي، جرت محاولة لإحراق مسجد في قرية قصرة القريبة من نابلس، وفي يوم الأربعاء الفائت تم تخريب مركبات عسكرية وآليات تابعة للجيش الإسرائيلي في وحدة «بنيامين»، وجرى إحراق سيارات في قرية قبلان، وكتبت شعارات على مسجد في بير زيت، وأول من أمس تم تخريب كروم عنب فلسطينية في حلحول، على مسافة قريبة من مستوطنة «كرمي تسور»، وتم إحراق سيارات لمواطنين في قرية دير دبوان وبرقة اللتين بنيت على أراضيهما البؤرة الاستيطانية مجرون.

وتشاطر الشرطة الإسرائيلية جهاز الشاباك في تقديراته هذه. فيقول مصدر فيها إنه في جميع الأحداث المذكورة لم يتم التقاط إشارات لهواتف جوالة في المواقع التي جرت فيها هذه الأحداث، ما يعني أن المستوطنين يعرفون أساليب تحقيق الشرطة و«الشاباك»، ويحاولون عدم الوقوع في أخطاء. وقد ادعى هذه المصدر أن الحذر الذي يتسم به نشاط هذه الخلايا يؤدي إلى غياب أية دلائل بيد الشرطة، تمكنها من تقديم الفاعلين للمحاكمة. وتشير معطيات الشرطة إلى أنه منذ اعتقال المستوطن جاك تايتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، المتهم بالتخطيط لعمليات إرهاب، فإن جميع اعتقالات «الشاباك» ضد المستوطنين انتهت دون تقديم لوائح اتهام.

وتشير «هآرتس» إلى أنه في إطار محاربة تنظيمات الإرهاب اليهودي هذه، أصدر قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، المسؤول عن الضفة الغربية، آفي مزراحي، في الشهر الماضي، أوامر إبعاد ضد 12 مستوطنا من مستوطنة «يتسهار»، بعد انعدام الوسائل الأخرى للتعامل مع هذه المجموعات، علما أن أحداث الأسبوع الأخير أشارت إلى وجود ناشطين أكثر مما قدر «الشاباك»، وذلك رغم انخفاض أحداث العنف بعد إصدار هذه الأوامر.

وكانت شعارات تهديد قد كتبت، أول من أمس، على جدران بيت إحدى أبرز قائدات حركة «سلام الآن» الإسرائيلية في القدس، وباشرت الشرطة الإسرائيلية التحقيق في الحادث دون أن تعتقل أي متهم على ذمة التحقيق. وقد أفادت بأن الناشطة هي شخصية معروفة وتحتل منصبا رفيعا في حركة «سلام الآن»، إلا أنها فضلت عدم الكشف عن هويتها لكي لا تساعد سائر المتطرفين على الوصول إليها، فيحصل لها ما حصل لقائد آخر في هذه الحركة هو البروفسور زئيف شترنهال، الذي نجا بأعجوبة من محاولة اغتيال في السنة الماضية، عندما انفجرت عبوة ناسفة على باب بيته. ولم يعثر على الفاعلين حتى اليوم.

في غضون ذلك، أدانت حركة «سلام الآن»، الشعارات على بيت قائدتها في القدس وأكدت أن كاتبيها هم أعضاء في منظمة يهودية سرية جديدة. وبعثت زعيمة حزب «ميرتس» اليساري، عضو الكنيست زهافا غلئون، برسالة إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تطالبه فيها، بالعمل بحزم ضد الإرهابيين من اليمين، كما وصفتهم، والاستفادة من التجارب السابقة.