سوريا تقدم مبادرة للإصلاح والديمقراطية عربيا.. واجتماع المجلس يرفضها

مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط»: الأمين العام وجه اتهامات للسلطات السورية بعدم كبح جماح عناصر الأمن السوري

TT

طرحت سوريا مبادرة تتعلق بتعزيز الديمقراطية والإصلاح في الدول العربية على اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ136 أمس، غير أن المجلس رفض التعامل معها. ووزع الوفد السوري في الاجتماع المبادرة على الإعلاميين، وقال إن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري رفض التعامل معها.

وتتضمن المبادرة العمل على رفع حالة الطوارئ في البلدان العربية التي لا تزال تطبق هذه الحالة وإلغاء محاكم أمن الدولة في البلدان التي لديها مثل هذه المحاكم، كما تدعو المبادرة إلى حوار وطني شامل تشارك فيه كافة الفعاليات للوصول إلى صيغة دستورية تضمن مشاركة الجميع وسيادة القانون، وعدم التمييز وتأكيد الحقوق الأساسية للإنسان وإعداد قوانين الانتخابات البرلمانية والإدارة المحلية.

وتضمن المبادرة وضع دساتير تضمن كافة الحريات وضمان إنشاء مجالس الشعب وتشكيل الأحزاب وحرية عمل المنظمات غير الحكومية، وتطبيق الأسس الديمقراطية والشورى والحكم الرشيد والمساواة، وصياغة قوانين فورية لحرية الإعلام، وحق التظاهر السلمي.

وعرض الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي على وزراء الخارجية العرب في جلستهم المغلقة الثانية التي عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة أمس تقريرا حول نتائج زيارته الأخيرة لسوريا في ضوء تكليف مجلس الجامعة له في اجتماعه الطارئ يوم 27 أغسطس (آب) الماضي بنقل المبادرة العربية إلى القيادة السورية لمعالجة الأزمة هناك في إطارها العربي.

وصرح مصدر دبلوماسي عربي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن العربي عرض خلاصة مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، ورؤيته لكيفية تنفيذ ما ورد في المبادرة العربية والخطوات والإجراءات التي تم الاتفاق عليها مع القيادة السورية لحل الأزمة، خاصة ما يتعلق بحقن الدماء والإسراع في تنفيذ حزمة الإصلاحات وإطلاق الحوار الوطني، واستعداد الجامعة العربية للمشاركة في تسهيل هذا الحوار وفق آلية يتم التوافق حولها وفي إطار زمني محدد.

وأضاف المصدر أن الأمين العام وجه اتهامات للسلطات السورية بعدم كبح جماح عناصر الأمن السوري في تعاملهم مع الاحتجاجات، مؤكدا حق السوريين في التظاهر، إلا أن السفير يوسف أحمد سفير سوريا بالقاهرة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية الذي يرأس وفد سوريا في الاجتماعات نفى مثل هذه الاتهامات وقال «إن ما ينشر في وسائل الإعلام لا أساس له من الصحة وإن ما يظهر على شاشات القنوات الفضائية من اشتباكات هو من صنع عناصر مندسة»، على حد قوله.