حكومة إقليم كردستان ترفض مطالب تركيا.. وأنقرة تهدد بعملية برية

«العمال الكردستاني» يطالب إسرائيل بالاعتذار عن دورها في اعتقال زعيمه أوجلان

TT

طالب رئيس اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان إسرائيل بتقديم اعتذار رسمي لدورها في اعتقال زعيمه عبد الله أوجلان قبل عرض خدماتها على الحزب، مؤكدا أن «الحزب الكردستاني ليس بحاجة إلى دعم إسرائيل العسكري، لأن مقاتليه يمتلكون خبرات نضالية متراكمة عبر عشرات السنين ولا يحتاجون دعما من الآخرين».

جاء ذلك في تصريح لقائد الحزب نقلته وكالة «فرات» المقربة من الحزب، ردا على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي عرض خلالها تقديم الدعم التسليحي والتدريبي للحزب الكردستاني، على خلفية المواقف الأخيرة من الحكومة التركية بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين».

وقال قره يلان: «على إسرائيل أن تتقدم باعتذارها الرسمي إلى الشعب الكردي جراء دورها في اعتقال رئيس الحزب عبد الله أوجلان عام 1999، قبل أن تتحدث عن تقديم المساعدات العسكرية للحزب، و(الكردستاني) يناضل في إطار قيم أخلاقية، وكان دائما صادقا في تعامله مع الآخرين، وهو ليس منظمة ضعيفة تستخدمها دولة ضد دولة أخرى لمصلحتها الشخصية». وأضاف «إذا أرادت إسرائيل أن تعقد علاقات مع الحزب، عليها أولا أن تتقدم باعتذار رسمي للشعب الكردي جراء دورها وتعاونها مع تركيا لاعتقال الزعيم عبد الله أوجلان من خلال مؤامرة دولية، كانت إسرائيل طرفا فيها»، مشيرا إلى أن «الحزب ليس بحاجة إلى تدريب مقاتليه، لأنهم يمتلكون خبرات وتجارب تمتد لسنوات طويلة وهم ليسوا بحاجة لدعم تدريبي من أي دولة».

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد نقلت عن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قوله «إن إسرائيل ستتخذ عدة إجراءات ضد تركيا جراء مواقفها ضدها، منها عقد لقاءات مع قادة حزب العمال الكردستاني في أوروبا وتقديم الدعم للحزب عن طريق التدريب والتسليح». وفي سياق متصل، كشفت وسائل الإعلام التركية فحوى المحادثات التي أجراها الوفد التركي برئاسة نائب وزير الخارجية التركي سينير أوغلو مع كل من الرئيسين العراقي جلال طالباني والإقليمي مسعود بارزاني. ونقلت صحيفة «حريت دايلي نيوز» عن مصادره الخاصة أن «سينير أوغلو طالب رئيس الإقليم مسعود بارزاني بتعاون فعلي لمواجهة تهديدات حزب العمال الكردستاني، وذلك من خلال قطع طرق الإمدادات لجبل قنديل التي تقع تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان، ومنع وصول أي إمدادات عسكرية إلى قيادة الحزب بجبل قنديل، كما طالب الزعيم الكردي بتسليم تركيا قائمة بأسماء كل السياح الداخلين إلى الإقليم عبر المطارات بإقليم كردستان للسيطرة على الدعم المادي المقدم من أكراد أوروبا إلى الحزب المذكور في قنديل». وفي اتصال مع المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان الدكتور كاوه محمود أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الطلب التركي بتسليمها قوائم بأسماء الوافدين إلى الإقليم عبر مطاراتها أمر غير مقبول، لأن ذلك يندرج في إطار التدخلات السافرة في سيادة الإقليم، عليه فإن الطلب التركي مرفوض تماما، أما الطلب الآخر وهو قطع طرق الإمدادات عن جبل قنديل، فإن موقف الحكومة واضح بهذا الشأن، وهو عدم السماح لأي قوة أو طرف باستخدام أراضي الإقليم منطلقا للهجوم على دول الجوار، وهذا مبدأ ثابت، ولكننا أيضا لن نقدم على أي خطوة تضر بمصالح شعبنا الكردي سواء داخل إقليم كردستان أو أي جزء من أجزاء كردستان الأربعة».

إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين أمس أن تركيا يمكن أن تقوم بتوغل بري في شمال العراق «في أي وقت». وقال شاهين، كما نقلت عنه وكالة «أنباء الأناضول»، أن «عملية برية وكذلك عملية جوية يمكن أن تطلق في أي وقت رهنا بالمحادثات مع الدولة المجاورة» العراق. وتأتي هذه التصريحات في حين تحدثت الصحف التركية ومصادر أمنية في جنوب شرقي البلاد عن تحضيرات للسلطات التركية لشن مثل هذه العملية عبر الحدود لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وردا على التهديدات التركية، قال مصدر عسكري عراقي مسؤول إنها «فضلا عن أنها مرفوضة تماما من قبل الدولة العراقية بوصفها دولة ذات سيادة فإنها لا تحل المشكلة وإنما تزيدها تعقيدا». وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته إن «الأتراك وكذلك الإيرانيين سبق لهم أن جربوا العمل العسكري سابقا ولم يؤد إلى حل الأزمة التي يعانونها مع حزبي العمال الكردستاني في تركيا و(بيجاك) في إيران، لا سيما أن المناطق التي يتحصن بها هؤلاء مناطق وعرة ولا يمكن لأي قوات عسكرية أن تخوض معارك نظامية فيها باستثناء ما يقوم به هؤلاء، لأنهم يعرفون مسالك المنطقة ودروبها الوعرة وبالتالي يتمكنون من تحقيق عمليات عسكرية محدودة فيها».