جولة جديدة من المناظرات بين مرشحي الحزب الجمهوري.. وريك بيري يتصدر الاستطلاعات

جرت بين 8 مرشحين.. وتركزت على قضية المساعدات الاجتماعية والوضع الاقتصادي والبطالة

ميت رومني حاكم ولاية ماساتشوستس السابق وأحد مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة (يسار) وريك بيري حاكم تكساس خلال مناظرة في مدينة تامبا بولاية فلوريدا مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

شهدت مدينة تامبا بولاية فلوريدا مساء أول من أمس جولة من المناظرات بين مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية استعدادا للانتخابات الرئاسية لعام 2012. وتركزت المناظرة بين 8 مرشحين على قضية المساعدات الاجتماعية والوضع الاقتصادي والبطالة، وانتقد المرشحون خطة الإنعاش الاقتصادي التي أعلنها الرئيس أوباما بقيمة 447 مليار دولار.

وشارك في المناظرة حاكم ولاية تكساس ريك بيري، الذي يتصدر السباق الجمهوري حتى الآن، وينافسه رجل الأعمال الثري والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، ميت رومني، وممثلة اليمين المسيحي، ميشيل باكمان، ورجل الأعمال هيرمان كين، ورئيس مجلس النواب السابق، نيوت غينغريتش، وحاكم ولاية يوتا السابق، جون هانتسمان، وممثل تكساس، رون بول، والسيناتور السابق ريك سانتورم. وسادت النغمة القتالية والانتقادات مرة أخرى بين بيري ورومني، بعد 5 أيام من التشاحن الذي جرى في المناظرة السابقة التي أجريت في الثامن من أغسطس (آب) الماضي، في مكتبة رونالد ريغان في سيمي فالي بكاليفورنيا.

وكرر بيري في هذه المناظرة انتقاداته لصندوق الضمان الاجتماعي، واعتبره نظاما يتداعى ويتطلب إجراء مناقشة حوله، ووصفه بأنه «كذبة» كبيرة للأجيال المقبلة، وتعهد بعدم تغيير برامج المتقاعدين الحالية. ووصف رومني انتقادات بيري بأنها «مبالغ فيها»، وأن وجهات نظره حول نظام الضمان الاجتماعي «متطرفة»، واتهم رومني بمحاولة تخويف كبار السن بدلا من الحديث حول كيفية إصلاح برامج الضمان الاجتماعي. ورد بيري عليه قائلا: «إن الكثير من الناس انتقدوا نظام الضمان الاجتماعي، لكن لم يجرؤ أحد على تحديد طريقة لإصلاحه». وكرر بيري انتقاداته لجهود بن برنانكي، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، وقال: «إنها مهزلة أن نرى الدولار يشهد تخفيضا في قيمته ولا نعرف إذا كان السبب سياسيا أم لا، إننا نحتاج إلى أن يقدم البنك الاحتياطي الفيدرالي سياسية نقدية سليمة ويخلق دولارا قويا في أميركا». واتفقت معه ميشيل باكمان، وقالت: «عندما يتم انتخابي رئيسة للولايات المتحدة لن أعيد تعيين بن برنانكي». وأضافت أن «الكونغرس أعطى مجلس الاحتياطي الفيدرالي سلطة غير محدودة على الاقتصاد وهذا يجب أن يتغير».

وأثار هذا الصراع بين بيري ورومني، حاكم ولاية يوتا السابق، جون هانتسمان، الذي اتهمهما بإضعاف موقف الجمهوريين من خلال تبادل الهجمات بينهما. وقال: «هذا الحزب لن يفوز في 2012 إلا إذا استجمع قواه». ومن جهته، قال غينغريتش عندما سئل عن رأيه في الصراع بين رومني وبيري حول برنامج الضمان الاجتماعي: «لست قلقا، فالحاكم رومني والحاكم بيري يحاولان تخويف الشعب الأميركي، بينما يقوم الرئيس أوباما بإخافة الشعب الأميركي كل يوم».

وركزت باكمان على جذب أصوات الناشطين في «حزب الشاي»، وركزت على برنامجها للإصلاح المالي ومعارضتها الصارخة في الكونغرس لنظام الرعاية الصحية، الذي يتبناه الرئيس أوباما، وعارضت خطط التحفيز الاقتصادي والقوانين التي اعتمدتها إدارة أوباما. وانهالت انتقادات بقية المرشحين على أوباما الذي تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوياتها خلال رئاسته مع ارتفاع معدلات البطالة إلى 9.1 في المائة الشهر الماضي.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن حاكم ولاية تكساس ريك بيري (من التيار المحافظ) قد كان الأوفر حظا، ونال 30 في المائة من أصوات الناخبين الجمهوريين والمستقلين في الاستطلاع الذي أجرته شبكة «سي إن إن»، بينما جاء المرشح رومني في المرتبة الثانية بحصوله على 18 في المائة من الأصوات. وجاءت باكمان في المرتبة الثالثة بحصولها على 15 في المائة من الأصوات.

وذكر مدير استطلاعات الرأي في شبكة «سي إن إن»، كيتينغ هولاند، أن «تأييد بيري جاء من معظم الجمهوريين الذين يدعمون حركة (حزب الشاي) على الرغم من أنه يحظى بهامش تفوق طفيف إحصائيا من الجمهوريين غير المنتمين إلى حركة الشاي أيضا».

وتعد مناظرة ولاية فلوريدا على قدر كبير من الأهمية للمرشحين المتنافسين فهي الولاية التي عادة ما يتركز التصويت فيها لمصلحة المحافظين ويبلغ عدد سكانها 18.8 مليون نسمة وتختار الولاية 29 من الناخبين الكبار من أصل 270 اللازمين لانتخاب الرئيس، لذا تعد أصوات الولاية حاسمة في الانتخابات التمهيدية الجمهورية وكذلك في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، لذا فهي مهمة للجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. ومن مدينة تامبا في ولاية فلوريدا سيعلن المؤتمر الوطني للجمهوريين في أغسطس 2012 اسم المرشح الجمهوري الذي سيتم اختياره لمواجهة الرئيس أوباما في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.