هورموزلو لـ«الشرق الأوسط»: فقدنا الأمل في قيام نظام الأسد بالإصلاح

كبير مستشاري الرئيس التركي قال إن تركيا ترى أن مسار الأمور في سوريا يجري نحو اتجاهات مخيفة

إرشاد هورموزلو
TT

قال إرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غل، إن غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان «فقدا كل أمل في النظام السوري وإمكانية قيامه بالإصلاح المطلوب»، لكنه رفض الحديث عن خيارات أنقرة في هذا المجال، مكتفيا بالدعوة إلى وحدة «القوى الوطنية السورية»، أي المعارضة. واعتبر أن «وحدة حقيقية بين أطراف هذه المعارضة أمر ضروري، ليس فقط لدول الجوار والعالم، بل أيضا للسوريين في الداخل الذين يجب أن يشعروا بوجود من يمثل تطلعاتهم».

وعبر هورموزلو عن شعور بلاده «بالقلق الشديد حيال العملية العسكرية التي تشنها القوات السورية في محافظة إدلب»، مشيرا إلى أن المعلومات التي ترد عن «فظاعات يتم ارتكابها تجعلنا في موقع من القلق والخوف على مصير المدنيين الأبرياء». وقال إن بلاده ترى أن مسار الأمور في سوريا «يجري في اتجاهات مخيفة»، معتبرا أن «ما يجري في إدلب يوضح أن السلطات السورية اتخذت خيارا نهائيا باللجوء إلى العنف والابتعاد عن الإصغاء إلى صوت العقل وصوت الناس الذين يعبرون عن مطالب محقة ومشروعة ويجب الاستماع إليها بكل انتباه».

وقال أردوغان في القاهرة أول من أمس إنه «في حين تستمر حصيلة المدنيين القتلى في الارتفاع في سوريا، نلاحظ أن الإصلاحات لم تطبق وأن (القادة) لم يتحدثوا بصدق». وأضاف «هذا غير معقول. الشعب السوري لا يصدق الأسد، وأنا كذلك. لم نعد نصدقه»، في إشارة إلى أن العلاقات المميزة اقتصاديا وسياسيا التي نسجت منذ سنوات بين حكومته الإسلامية المحافظة وسوريا وصلت إلى أدنى مستوياتها.

وقال أويتون أورهان، من مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط في أنقرة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «يمكننا الحديث عن انقطاع العلاقات الثنائية». ورأى المحلل أن هذا الانقطاع تكرس عند زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو دمشق في مطلع أغسطس (آب) الماضي حيث تجاهل المسؤولون السوريون نصائحه بوقف فوري لقمع المظاهرات المناهضة للحكومة الذي أسفر، بحسب الأمم المتحدة، عن مقتل أكثر من 2600 شخص منذ مارس (آذار) الماضي.

مذاك لم ينقطع سيل انتقادات أنقرة للأسد الذي كان أردوغان على علاقة صداقة معه في السنوات الأخيرة، من دون أن يصل الأمر إلى المطالبة برحيله على ما فعلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال أورهان إن «النظام السوري المتسلط عاجز ببساطة عن إجراء التغييرات الديمقراطية التي يطالب بها المجتمع الدولي.. الأمر مستحيل».

وحذر أردوغان الذي يجري جولة في مصر وتونس وليبيا في هذا الأسبوع، ويفتخر بالنظام السياسي التركي الذي يجمع، برأيه، الإسلام والديمقراطية، من اندلاع حرب أهلية في سوريا.

وقال مسؤول تركي رفيع إن حربا أهلية في سوريا ستشكل «كارثة» بالنسبة إلى تركيا المجاورة حيث الأغلبية سنية لكنها تضم أقليات على غرار الأكراد المستقرين على جهتي الحدود بين البلدين. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية: «ستكون العواقب هائلة بالنسبة لتركيا، سواء على المستوى الأمني أو التجاري».

وتستضيف تركيا نحو 7000 لاجئ سوري فروا من القمع في بلادهم. وتسعى أنقرة العاجزة عن إسماع نصائحها وتحذيراتها المتكررة للنظام السوري، إلى الضغط على دمشق، حيث استضافت على أراضيها اجتماعات لمنشقين سوريين.