الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ليبيا اليوم

TT

حان موسم القطاف السياسي في ليبيا، هكذا يمكن تلخيص ما أوردته الوسائل الإعلامية الفرنسية تعليقا على نبأ الزيارة التي يرجح أن يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى طرابلس اليوم ليكون بذلك أول رئيس دولة غربية تطأ قدماه الأرض الليبية بعد إسقاط نظام العقيد معمر القذافي بفعل ضربات الحلف الأطلسي الجوية وعمليات الثوار الليبيين.

وليس سرا أن ساركوزي، الذي لعب دورا رياديا في دفع مجلس الأمن للسماح بالتدخل العسكري في ليبيا، والذي كانت مقاتلاته أول من مخر الأجواء الليبية، كما أن فرنسا كانت أول دولة اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي، يعتبر أن دحر القذافي بمثابة انتصار شخصي له. ويؤكد مطلعون أن ساركوزي كان يمني النفس برؤية مجموعة من الثوار الليبيين تنزل جادة الشانزليزيه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي والعرض العسكري التقليدي الذي يواكبه.

وكان موقع مجلة «ماريان» أول من أورد النبأ الذي تناقلته لاحقا الكثير من الوسائل الإعلامية الفرنسية. وحتى بعد ظهر أمس، امتنع قصر الإليزيه عن نفي أو تأكيد النبأ لأسباب يرجح أن تكون أمنية بالنظر إلى استمرار العمليات القتالية في عدد من المواقع الليبية، والخشية من عملية يدبرها أنصار العقيد القذافي المتواري عن الأنظار منذ سقوط طرابلس. كذلك لا يظهر أثر الزيارة على البرنامج الرسمي الرئاسي المنشور على موقع قصر الإليزيه.

وترى مصادر فرنسية أن الرئيس ساركوزي يريد «استثمار» هزيمة العقيد القذافي وانهيار نظامه في عمليات الكر والفر السياسية الداخلية الممهدة للانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل. وبعد أن فتح الإليزيه أبوابه للعقيد القذافي نهاية عام 2007، تحول ساركوزي إلى الموقع الأكثر تشددا حيث كان أول من طالب القذافي بالرحيل، معتبرا أنه فقد الشرعية، وإلى أشد الداعين لاستخدام القوة «لحماية المدنيين» وفق التعبير الرسمي لقرار مجلس الأمن رقم 1973. وسارع ساركوزي إلى الدعوة لمؤتمر دولي في باريس لمساعدة ليبيا، وذلك مباشرة بعد سقوط طرابلس.

وأوردت المجلة الفرنسية طائفة من التفاصيل حول الرحلة، منها أن مجموعة من رجال الأمن قوامها 80 شخصا سترافق الرئيس في رحلته «لدواع أمنية»، وستنقلها طائرة «ترانزال» تابعة لسلاح الجو الفرنسي. وأفادت المجلة بأن هؤلاء سيطيرون من مطار أيفرو العسكري منتصف ليلة الأربعاء - الخميس ليكونوا في مواقعهم لدى وصول الرئيس إلى ليبيا. ومن التفاصيل أيضا أنه طلب من كل رجل أن يحمل معه 3 لترات من المياه، وأن يترك بدلته العسكرية في منزله والاحتفاظ بسلاحه. وسيصرف مبلغ 500 يورو لكل فرد شارك في الرحلة خارج الحدود الفرنسية.

وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الزيارة ستكون إلى طرابلس ولكنها ربما تشتمل على بنغازي، وهي المدينة التي سعى ساركوزي لحمايتها من قوات القذافي. وكانت أولى طلعات الطائرات الفرنسية في محيط بنغازي لضرب دبابات القذافي المتمركزة في محيطها.

وينتظر أن يلتقي ساركوزي رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس المكتب التنفيذي (الحكومة) محمود جبريل.

ويحظى ساركوزي بشعبية مرتفعة لدى الليبيين، ولذا ينتظر أن يلقى استقبالا حارا. غير أن الرئيس الفرنسي سيجد نفسه في منافسة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي ينوي زيارة ليبيا غدا في إطار جولة تقوده إلى بلدان الربيع العربي.