السودان: تعيين عثمان طه نائبا أول للرئيس ودارفور تحظى لأول مرة بمنصب النائب

حركات دارفور ترفض تعيين الحاج آدم يوسف نائبا للبشير

علي عثمان طه
TT

أصدر الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، قرارا بترفيع نائبه علي عثمان محمد طه إلى منصب النائب الأول، الذي كان يشغله رئيس دولة السودان الجنوبي الحالي، سلفا كير ميارديت، حتى انفصال الدولة الجديدة في يوليو (تموز) الماضي، وشغر المنصب بعدها، وتم تعيين أول نائب للرئيس من دارفور، وهو المهندس الحاج آدم يوسف، الأمين السياسي للمؤتمر الوطني الحاكم، لكن المتمردين في المنطقة التي يمزقها الصراع استخفوا بهذه الخطوة، قائلين إنها «لفتة جوفاء لن تستجيب لدعوتهم إلى دور أكبر في الحكم».

وقالت وكالة السودان للأنباء في وقت متأخر أول من أمس، دون أن تذكر تفاصيل، إن البشير عين علي عثمان محمد طه نائبا أول له، والحاج آدم يوسف نائبا للرئيس مكان طه، وتأتي الخطوة قبيل تنفيذ اتفاق سلام الدوحة بين الخرطوم وحركة التحرير والعدالة المتمردة في دارفور، وبحسب مراقبين، فإن البشير حسم الجدل حول منصب نائبه الثاني، على الرغم من أنه سبق أن قال إن منصب نائب الرئيس لن يكون من نصيب دارفور، ولن يمنحه إلى المتمردين.

وكان منصب النائب الأول للرئيس قد شغله الزبير محمد صالح، الذي لقي مصرعه في حادث طائرة عام 1998، وتم تعيين طه في مكانه، وخلال مفاوضات السلام السودانية في نيفاشا (كينيا) منحت الحركة الشعبية لتحرير السودان منصب النائب الأول، وشغله زعيم الحركة دكتور جون قرنق دي مابيور، بعد توقيعه اتفاقية السلام الشامل في يناير (كانون الثاني) عام 2005، ولكن بعد واحد عشرين يوما من أدائه القسم كنائب أول، لقي مصرعه في حادث طائرة غامض على الحدود الأوغندية مع جنوب السودان، وحل محله سلفا كير ميارديت الذي استمر في المنصب حتى نهاية الفترة الانتقالية بتصويت الجنوبيين في الاستفتاء على تقرير مصيرهم بأغلبية ساحقة، وأعلن دولته في يوليو الماضي، وأصبح منصب النائب الأول شاغرا منذ شهرين.

وبدأ المتمردون، ومعظمهم من غير العرب، تمردهم في دارفور قبل نحو عشر سنوات، متهمين حكومة الخرطوم بتجاهل تنمية منطقتهم.

وعبأ البشير قوات من الجيش وميليشيات يغلب عليها العرب لسحق التمرد، مطلقا موجة من العنف وصفتها واشنطن وبعض الجماعات الحقوقية بأنها إبادة جماعية.

وينتمي يوسف لإحدى القبائل العربية في دارفور، وكان في السابق عضوا في حزب المؤتمر الشعبي الإسلامي المعارض، الذي يقول محللون إنه كان له صلات بجماعات للمتمردين في دارفور.

لكن حدث تحول في مواقف يوسف فيما بعد، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة البشير، حيث تولى منصبا بارزا في الحزب.

وبتعيينه نائبا للرئيس سيكون يوسف ثالث أكبر مسؤول في حكومة البشير بعد النائب الأول للرئيس، علي عثمان طه.

ورفضت جماعتان متمردتان بارزتان تعيينه، وأبلغتا «رويترز» بأن يوسف إسلامي من قبيلة عربية لن ينهي تهميش غير العرب في دارفور.

وقال الطاهر الفقي، وهو مسؤول بارز في حركة العدل والمساواة، إحدى أبرز جماعات التمرد، إن يوسف «جزء من حملة تعريب دارفور.. هو لن يحدث فرقا». وقال إبراهيم الحلو، المتحدث باسم فصيل بالجيش الشعبي لتحرير السودان، وهو جماعة متمردة أخرى: «إننا ضد يوسف.. إنه مثل البشير».