قلق المجتمع الدولي متواصل تجاه النشاط النووي الإيراني

دبلوماسيون غربيون يرون أن رسالة إيران لأشتون لا تحمل جديدا.. وسلطانية يؤكد أنها تعكس رغبة في التفاوض

TT

فيما أبقى دبلوماسيون غربيون باب الحوار غير المشروط مفتوحا بشأن قضية الملف النووي الإيراني، أجمعوا على وصف الرسالة التي بعث بها قبل يومين سعيد جالليلي، كبير المفاوضين الإيرانيين لكاثرين أشتون، مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بأنها لا تحمل جديدا يبشر بمحادثات تعالج المخاوف وتزيل القلق الذي يعيشه المجتمع الدولي بسبب النشاط النووي الإيراني المتهم بأبعاد عسكرية، وذلك رغم ما تنفيه إيران، التي تؤكد أن برنامجها النووي هو لأغراض سلمية بحتة من أجل زيادة إنتاجها من الكهرباء لاستخدامات صناعية مدنية.

وفي هذا السياق قال المندوب الأميركي لدى الوكالة السفير غلين ديفيز، للصحافيين بمقر الوكالة الدولية بالعاصمة النمساوية فيينا عصر أمس، حيث يجتمع مجلس أمنائها منذ صبيحة الاثنين، إنه لا يرى في الخطاب الإيراني أي جديد وأنه لم يحتو على أي التزامات تبشر بتغيير عما كان عليه الموقف الإيراني من قبل.

وبدوره أشار المندوب البولندي لدى الوكالة في خطاب باسم مجموعة دول الاتحاد الأوروبي، ألقاه أمام الأمناء، أن دول مجموعته لم تلمس أي تطور في الموقف الإيراني منذ آخر تقرير رفعه للمجلس مدير عام الوكالة، مضيفا أن إيران بدلا من أن تعمل على تجميد ما تقوم به من عمليات تخصيب لليورانيوم كما تلزمها قرارات مجس الأمناء وقرارات مجلس الأمن الدولي، تسعى لزيادة إنتاجها بثلاثة أضعافه مما جعلها تمتلك كما جاء في تقرير يوكيا أمانو مدير عام الوكالة حتى أغسطس (آب) من هذا العام 4543 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 4% في المائة و8.70 بنسبة 20 في المائة بما يقدر بـ 439 كيلوغراما و1.14 كيلوغراما زيادة عما خصبته قبل 3 أشهر، مشيرا إلى أن إيران لم توفر للوكالة أي أجوبة فيما يخص أسئلتها حول ما يشار إليه بأبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي - وإن كان يشجع حلا دبلوماسيا لقضية الملف النووي الإيراني عبر الحوار والعودة لمائدة التفاوض - يحث إيران باسم دول المجموعة ومجموعة الخمس زائد واحد، الدول الدائمة بمجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، التي ترأسها كاثرين أشتون بأن تسارع لتقديم كل ما تطلبه الوكالة من معلومات وأن تعلن عن استعدادها لبدء حوار جاد غير مشروط بهدف اكتساب ثقة المجتمع الدولي التي تفتقدها.

وفي سياق مواز اتهم المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير على أصغر سلطانية، الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين ودولة إسرائيل بمواصلة الجهد والضغوط على مجلس أمناء الوكالة حتى يبقى الملف النووي الإيراني قضية مفتوحة لا تغلق ولا تزال عن أجندة المجلس واجتماعاته، وذلك رغم ما أبدته إيران من تعاون وشفافية كاملة، مستدلا بالشهادة الأخيرة التي أدلى بها نائب مدير الوكالة رئيس قسم الضمانات عقب زيارته الأخيرة لإيران منتصف الشهر الماضي الذي تمكن خلالها من زيارة كل المواقع كما شاء.

وفي السياق ذاته طالب سلطانية المجتمع الدولي برفض وإدانة ما وصفه بالهيمنة الغربية على مجلس الأمناء، مناديا بضرورة زيادة عضوية مجلس الأمناء من 35 دولة إلى 42 دولة وأن يمنح صلاحيات أوسع تمكنه من مقاومة والتغلب على الهيمنة الغربية التي تصر على أن يبقى الملف النووي الإيراني على ما هو عليه لمدة 8 أعوام بسبب ما تقدمه وكالات ودول من معلومات استخباراتية مغلوطة تتحكم في سير عمل الأمناء وقرارات المجلس مما يؤثر على سير عمل الوكالة بمجملها، ويغير مسارها من وكالة تقنية متخصصة إلى تكوين سياسي يعمل وفق أجندة خفية.

وفيما يختص بالخطاب الذي بعث به كبير المفاوضين الإيرانيين، سعيد جالليلي، لكبيرة الدبلوماسيين بمنظومة الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، قال سلطانية إن الخطاب واضح وصريح يؤكد رغبة إيران في تفاوض على أسس المساواة، مكررا القول إن الغرب والمجتمع الدولي بأثره يعلم أن إيران لن تتنازل عن حقوقها المشروعة في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية وأن إيران لن تتنازل عن ذاك الحق رغم ما يصدرونه ضدها من قرارات وعقوبات.