الأميركيون يحاولون ثانية ثني أبو مازن عن التوجه إلى الأمم المتحدة.. والفلسطينيون لا ينوون التراجع

السلطة تقول إن أي اقتراح مقبول سيبحث بعد مجلس الأمن.. وعباس يوجه خطابا غدا

TT

يجرب الأميركيون للمرة الأخيرة وفي اللحظات الأخيرة، ثني الفلسطينيين عن التوجه إلى الأمم المتحدة، عندما يلتقي مبعوث الولايات المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل ومستشار الرئيس باراك أوباما، دينيس روس، اليوم أو غدا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للمرة الثانية خلال أسبوع، لعرض صيغة جديدة تسمح باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويساعد الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر في جهود صياغة اتفاق جديد، إذ يعود كذلك مبعوث الرباعية الدولية توني بلير للقاء أبو مازن على الأرجح قبل لقاء الأخير مع هيل، لعرض صيغة بيان سيصدر عن اللجنة الرباعية لاستئناف المفاوضات.

وتشير عودة بلير وهيل وروس، للقاء أبو مازن والمسؤولين الإسرائيليين، مرة أخرى بعد فشل مساعيهم الأسبوع الماضي، إلى إصرار أميركي على محاربة التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة لآخر لحظة ممكنة، من خلال إطلاق العملية السياسية كبديل للخطوة الفلسطينية.

وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الطريق الوحيد للتوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو إجراء مفاوضات مباشرة تمر عبر القدس ورام الله وليس عبر نيويورك. وقالت كلينتون للصحافيين في واشنطن إنها قررت إرسال المبعوثين هيل وروس مرة أخرى إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية في مسعى آخر لإيجاد السبيل لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين.

غير أن الفلسطينيين الذي لا يمانعون إعادة إطلاق المفاوضات، بل يسعون لها، يعتقدون أن الوقت قد فات لإطلاق أي مبادرات سياسية الآن تمنع التوجه للأمم المتحدة، ويقولون إنهم منفتحون على كل الاقتراحات الجادة لكن بعد خطوة الأمم المتحدة.

وقال محمد أشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وأحد مساعدي أبو مازن، للصحافيين في رام الله، «القيادة ترحب بأي اقتراحات من شأنها استئناف المفاوضات على أساس وقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو (حزيران) عام 1967، لكن ذلك لا يعني إلغاء التوجه إلى الأمم المتحدة مطلقا». وأضاف أن «القضية بالنسبة للفلسطينيين ليست الأمم المتحدة أو محادثات السلام وأنهم يرون أن هذين الأمرين يكملان ولا يناقض بعضهما بعضا». وأردف «إذا كانت الفكرة برمتها في أي اقتراح هي التحاور سلميا فمثل هذا الاقتراح لا يقدم في آخر لحظة».

وجدد أبو مازن الليلة قبل الماضية التأكيد على أن الذهاب للأمم المتحدة ليس خطوة أحادية، موضحا أن المفاوضات الطريق الوحيد لحل قضايا الحل الدائم. وقال: «ذهابنا للأمم المتحدة لا يعني أننا ضد المفاوضات، ولم نذهب للمنظمة الدولية إلا لأن المفاوضات غير موجودة، مع ذلك نوضح بأننا لسنا منقطعين عن الإسرائيليين».

ورفض أبو مازن، الذي كان يتحدث إلى رؤساء تحرير الصحف المصرية، بشدة بعض الادعاءات التي توحي بأن الذهاب للأمم المتحدة يعني «ضياع منظمة التحرير الفلسطينية». وقال: «لا ننسى أن المنظمة هي من أصدرت إعلان الاستقلال من الجزائر عام 1988، والسلطة الوطنية مسؤولة فقط عن الضفة وغزة، بينما المنظمة هي مسؤولة عن الجميع في فلسطين وخارجها، والمنظمة ستبقى دون أن تمس مكانتها». ويوجه أبو مازن غدا خطابا، قبل أن يغادر إلى عمان استعدادا للسفر إلى نيويورك، يشرح فيه أسباب قرار التوجه إلى الأمم المتحدة والنتائج المرجوة والمخاطر المنتظرة كذلك.

وتلقى خطوة أبو مازن دعما فلسطينيا واسعا رغم معارضة كل من حماس والجهاد للخطوة.

من جهة ثانية، حذر بسام أبو شريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات من التعامل مع روس الذي وصفه بـ«رجل إسرائيل».