ليبرمان يهدد الفلسطينيين برد فعل خطير على توجههم للأمم المتحدة

مع تصاعد الجهود الأميركية والأوروبية للتسوية.. والحديث إدخال وحدة إضافية من قوات الاحتياط للضفة

أشتون لدى وصولها إلى مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس المحتلة أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي تتصاعد فيه جهود اللحظة الأخيرة، الأميركية والأوروبية، لإيجاد مخرج من الأزمة التي يسببها الإصرار الفلسطيني على التوجه للأمم المتحدة طلبا للعضوية الكاملة، كما يطلب الفلسطينيون اليوم، وجه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، تهديدات مباشرة لهم، قال فيها إن محاولتهم تمرير قرار أحادي الجانب في الأمم المتحدة سيحمل أبعادا خطيرة.

وجاءت هذه التهديدات خلال مؤتمر زراعي عقد في منطقة النقب، حضر إليه ليبرمان بعد مشاركته في مناقشات وصفت بأنها «سياسية أمنية حساسة»، جرت في مقر رئاسة الحكومة لمنتدى الوزراء الثمانية الذي يقود الحكومة في القضايا الاستراتيجية، مما يعني أن تهديداته عكست أجواء هذا الاجتماع. ومع أن ليبرمان لم يفصل أي خطط تعدها حكومته، إلا أن المراقبين أشاروا إلى تصريحات سابقة له كان قد تحدث فيها عن أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يفتح الباب أمام إمكانية إلغاء اتفاقية أوسلو من طرف إسرائيلي. بينما قال نائبه في الوزارة، داني أيالون، أول من أمس، إن إسرائيل «تدرس إمكانية ضم الكتل الاستيطانية المقامة على أراضي الضفة الغربية». بينما قالت مصادر إسرائيلية أخرى إنه تجري دراسة إمكانية المساس باقتصاد السلطة الفلسطينية.

ورفض ليبرمان الاتهامات له ولحكومته بعرقلة جهود السلام والتخطيط لتدهور حربي جديد في المنطقة، فقال إنه «لا يوجد في إسرائيل تقسيم بين من يرغب في السلام ومن يسعى إلى الحرب، وإن النقاش هو على الطريق الصحيح للتوصل إلى السلام»، مدعيا أن إسرائيل عملت على مدار 18 عاما منذ أوسلو، من أجل السلام لكنها لم تجن سوى المزيد من العداء. وأضاف: «حكومات إسرائيل المتعاقبة قدمت تنازلات سخية جدا من أجل السلام. انسحبنا من لبنان وكانت النتيجة خطف وقتل جنود إسرائيليين وإطلاق صواريخ على الجليل، مما اضطرنا إلى الحرب الثانية على لبنان سنة 2006، وانسحبنا حتى آخر شبر من قطاع غزة، وكان الرد بإطلاق 10 آلاف صاروخ فلسطيني على النقب، مما اضطرنا إلى عملية (الرصاص المصبوب) (الحرب العدوانية على قطاع غزة في 2008 - 2009). دافعنا عن أمننا من ضخ الأسلحة على قطاع غزة فحصلنا على قرار تركي بقطع العلاقات الدبلوماسية تبعه اعتداء على سفارتنا في القاهرة، وتحريض علينا من أبرز دولتين إسلاميتين (تركيا ومصر)». وأضاف أنه لا يمكن تحميل إسرائيل الذنب وحدها لما جرى، وعلى العالم أن يرى الصورة كما هي من دون تشويه، على حد تعبيره.

وكان منتدى الثمانية برئاسة بنيامين نتنياهو، قد عقد اجتماعه صباح أمس لبحث سلسلة قضايا تدور في محور واحد هو «العداء المتفاقم ضد إسرائيل في المنطقة وكيفية مواجهة الأزمات مع تركيا ومصر والفلسطينيين». وكان التقويم بالنسبة لمصر، أن بالإمكان تسوية الأزمة وأنه في القريب العاجل سيعود السفير الإسرائيلي، يتسحاق لبنون، إلى القاهرة. وأن المشكلة مع تركيا تحتاج إلى وقت. وتحدثوا عن مشكلة في الأردن، وذلك في أعقاب تصريحات العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، التي قال فيها إن إسرائيل تهدد مستقبلها بسياستها الرفضية، ووصفت بأنها «مقلقة وغير عادية وتحتاج إلى متابعة، خصوصا بعد الدعوة إلى مظاهرة مليونية أمام السفارة الإسرائيلية في عمان مساء الغد (اليوم)».