كردستان: مشاريع السياحة تحتل أولويات الحكومة

محافظ أربيل لـ «الشرق الأوسط»: نقترب من المستويات العالمية للبيئة الخضراء

نوزاد هادي («الشرق الأوسط»)
TT

كشف محافظ أربيل نوزاد هادي عن خطة استراتيجية لتطويق عاصمة إقليم كردستان بحزام أخضر يمتد لعدة كيلومترات، إلى جانب إنشاء متنزه كبير في مركز المدينة بمساحة 300 دونم، مع استمرار المشاريع الصغيرة بإقامة الحدائق العامة في جميع أحياء المدينة، وزرع الأشجار في الجزر الوسطية لشوارعها في إطار مساعي المحافظة للاقتراب من المستويات العالمية للخضرة.

وقال هادي في لقاء مع «الشرق الأوسط» إنه «في ظل سنوات الحصار المفروض على العراق وكردستان في التسعينات حصلت أخطاء كثيرة جراء الوضع الاقتصادي، منها حدوث تجاوزات كثيرة على التصميم الأساسي للمدينة، وقطع الملايين من الأشجار لاستخدامها في التدفئة، أضف إليها الظروف التي نشأت جراء الصراعات الداخلية التي سمحت للكثيرين بالتجاوز على المناطق الخضراء، ولذلك نعمل حاليا على تصحيح تلك الأخطاء من خلال تخصيص الجزء الأكبر من برامج التنمية والإعمار لزيادة حجم المساحة الخضراء في المدينة، ووضعنا خطة استراتيجية بهذا الصدد، حيث تمكنا منذ عام 2004 من إنشاء الكثير من الباركات الكبيرة والمتوسطة في أحياء المدينة، منها باركات شاندر ومنارة وأكوا بارك ضمن نطاق الشارعين الثلاثيني والستيني والتي تستقطب يوميا عشرات الآلاف من الزائرين، وفي خطتنا مشاريع أخرى لإحياء بعض الحدائق والغابات القديمة، والتي أهملت في السنوات السابقة، منها غابات خانزاد التي نزمع توسعتها بضم مساحة كراج الشمال بعد نقله إلى أطراف المدينة، واستغلال مساحته من أجل زيادة المساحة الخضراء بالمدينة». وأشار محافظ أربيل إلى أن «الزائر للمدينة يلحظ تطورا كبيرا في مجال اخضرار المدينة، حيث قمنا في السنوات الأخيرة بزرع الجزر الوسطية لشوارع المدينة بعشرات الكيلومترات، وكذلك إنشاء مئات النافورات الصناعية في الحدائق والشوارع العامة».

وكشف هادي عن مشروع كبير لإنشاء ثاني أكبر بارك في إقليم كردستان في أربيل وبمساحة 300 دونم إلى جانب مشروع استراتيجي لإنشاء حزام أخضر حول مدينة أربيل وبمساحة تمتد لعشرات الكيلومترات.

وبسؤاله عن الحجم الحالي للمساحة الخضراء في المدينة، قال هادي «المستويات الدولية المعتمدة هي نسبة 25 في المائة من مجمل مساحة المدن، ونحن لم نصل بعد إلى هذا المستوى العالمي، ولكن جهودنا مستمرة للاقتراب من تلك النسبة، ولذلك فإن مهمتنا لن تتوقف فقط عند إنشاء المزيد من الحدائق والباركات، بل إن وزارة البلديات تعمل من جانبها على تشجيع المواطنين للاهتمام بالحدائق المنزلية، وإعطاء فسحة من الأراضي التي يبني المواطنون دورهم عليها لإنشاء الحدائق المنزلية كشرط من شروط منح إجازة البناء، أضف إلى ذلك استمرار الحملة السنوية لزرع الشتلات في معظم أرجاء المدن والأقضية والنواحي، كل هذه الإجراءات تهدف إلى الاقتراب من تحقيق النسبة العالمية المعتمدة للخضرة في المدن».

وحول المشاريع السياحية قال المحافظ «بالنسبة للسياحة فقد أنهت وزارة البلديات والسياحة وضع الماستربلان الخاص بالسياحة، وفي غضون فترة قريبة جدا سيبدأ العمل على تنفيذها، من أبرز المشاريع السياحية هو مشروع المدينة السياحية على جبل سفين، وهو مشروع استثماري كبير لمستثمرين محليين، كما أن هناك مشاريع أخرى متعددة لتنمية القطاع السياحي، فمع ازدياد أعداد السياح في الفترة الأخيرة حاولنا تقديم حوافز وتسهيلات كثيرة للقطاع الخاص بهدف تشجيعه للعمل على مشاريع السياحة، واليوم هناك أكثر من 100 فندق سياحي في مركز مدينة أربيل وحدها، إلى جانب المئات من المرافق السياحية الأخرى موزعة على نطاق المحافظة، فنحن نسعى إلى أن تكون السياحة مصدرا مهما لدخل الإقليم، كما في الكثير من الدول الأخرى مثل تركيا ولبنان وغيرهما، وعليه فإن الجانب الأكبر من مشاريع المحافظة سيخصص لتشجيع حركة البناء والإعمار بالقطاع السياحي».