فوز جمهوري تاريخي بمقعد النواب في معقل للديمقراطيين

الأول منذ 1923 بالدائرة التاسعة في نيويورك

الجمهوري بوب تورنر، والى جانبه زوجته، يلقي خطاب النصر أمام مؤيديه بعد فوزه بمقعد يذهب تقليديا الى الديمقراطيين في نيويورك أمس (أ.ب.)
TT

أحرز الحزب الجمهوري فوزا كبيرا على الحزب الديمقراطي بانتزاع مقعد مجلس النواب الأميركي عن الدائرة التاسعة في نيويورك، وهي الدائرة التي كان يسيطر عليها الديمقراطيون منذ عام 1923 وتعد من الدوائر المحسومة لصالح الديمقراطيين في مجلس النواب.

وشكل انتصار رجل الأعمال الجمهوري بوب تيرنر على خصمه الديمقراطي ديفيد ويبرين، ضربة قوية للرئيس أوباما الذي يسعى لترشيح نفسه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، وانتصار تاريخيا للجمهوريين الذين احتفلوا بهذا الفوز باعتباره استفتاء حول أداء الرئيس أوباما الذي تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوى منذ توليه منصبه.

وقد جرت انتخابات فرعية لشغل مقعد في مجلس النواب الأميركي عن الدائرة التاسعة بنيويورك يوم الثلاثاء (وتضم أحياء بروكلين وكوينز) وهو المقعد الذي كان يشغله أنتوني وينر الذي اضطر إلى الاستقالة بسبب فضيحة إرسال صور غير لائقة له إلى فتيات على موقع «تويتر». وقد سببت فضيحة وينر الجنسية إحراجا كبيرا للحزب الديمقراطي، واضطر وينر إلى الاستقالة في يونيو (حزيران) الماضي.

وقد استغل الجمهوريون حالة الاستياء المتزايد من الوضع الاقتصادي المتراجع، وتراجع شعبية أوباما، في تدعيم نفوذهم في الدائرة التي يشكل فيها الديمقراطيون 75% من الناخبين المسجلين. واستغل تيرنر ارتفاع معدلات البطالة وغضب الناخبين من واشنطن حول مفاوضات رفع سقف الديون ليحصد أصوات الناخبين لصالحه. كما حصل بوب تيرنر على مساعدة من الجمهوريين البارزين ومنهم عمدة نيويورك السابق رودي جولياني. وأعلنت نتيجة الانتخابات في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء بفوز بوب تيرنر بنسبة 53% على ديفيد ويبرين الذي حصل على نسبة 47% من الأصوات.

وقال تيرنر في خطاب فوزه: «إنه سباق تاريخي، لقد طلب مني سكان هذه المنطقة توجيه رسالة إلى واشنطن وآمل أن يسمعوها بشكل واضح. نحن مستعدون لنقول للسيد الرئيس: أنت تسير في الاتجاه الخطأ». وتعهد تيرنر، وهو كاثوليكي ذو سبعين عاما، بممارسة الضغط ضد سياسات أوباما.

وعلق رئيس مجلس النواب جون بونر على هذا النصر ببيان قال فيه: «سكان نيويورك أرسلوا تحذيرا قويا للديمقراطيين الذين يسيطرون على مقاليد السلطة في الحكومة الاتحادية. لقد حان الوقت لإلغاء أجندة التحفيز الاقتصادي الفاشلة».

ويشير صامويل أبرامز أستاذ العلوم السياسية بـ«معهد سارة لورانس» بنيويورك إلى أن «هذا الانتصار الجمهوري يؤكد أن الناخبين استخدموا هذه الفرصة لتوصيل رسالتهم بالغضب من الوضع الاقتصادي وأداء إدارة أوباما. وفي كثير من الأحيان ينظر إلى هذا التنافس على المقعد على أنه استفتاء شعبي حول أداء الحزبين». وأضاف أن «هناك اعتبارات أخرى ساهمت في تحقيق هذا الفوز التاريخي للحزب الجمهوري وهو الوجود المكثف لليهود المتشددين في منطقتي بروكلين وكوينز في الدائرة التاسعة الذين يميلون للتيار المحافظ، وقد استفاد تيرنر من أصوات اليهود بتركيزه على مواقف مؤيدة بشدة لإسرائيل. وفي الوقت نفسه، رفض الناخبين اليهود للبرامج التي تبناها ديفيد ويبرين التي ترتكز على الدفاع عن زواج المثليين والدفاع عن إقامة المسجد الإسلامي قرب موقع مركز التجارة العالمي في مانهاتن».

وتكرر الوضع نفسه في ولاية نيفادا؛ حيث فاز الجمهوري مارك اموديا على منافسته الديمقراطية كيت مارشال في انتخابات مجلس الشيوخ، وهي ولاية تتأرجح دائما بين الحزبين، وتميل في الغالب إلى الحزب الجمهوري، لذا لم يكن فوز الجمهوريين فيها مفاجئا. ورغم ذلك، فإن الجمهوريين سعوا بشدة للتأكد من حصد مقعد ولاية نيفادا ورصدوا مليون دولار لدعم اموديا في حملاته الدعائية.