اليمن: المعارضة تطالب دول الخليج بموقف حازم ضد صالح وتتهمه بالإعداد للحرب

باسندوة: الرئيس يجتهد ليظهر الدول الخليجية طرفا في الأزمة

TT

اتهمت المعارضة اليمنية نظام الرئيس علي عبد الله صالح بالكذب والتسويف وبارتكاب ما وصفته بالجرائم اعتمادا على المبادرة الخليجية التي تمنحه ضمانات بعدم الملاحقة القانونية والقضائية، وطالب محمد سالم باسندوة، رئيس «المجلس الوطني للقوى الثورية» في اليمن، دول مجلس التعاون الخليجي باتخاذ خطوات أكثر حزما ضد الرئيس صالح ونظامه، وقال في رسالة بعث بها إلى وزراء خارجية دول مجلس التعاون وإلى أمين عام المجلس، الدكتور عبد اللطيف الزياني، إن نظام صالح لا يفهم سوى لغة الحزم وترك الإجراءات المطلوبة اتخاذها ضده إلى دول مجلس التعاون.

وقال باسندوة، في رسالته التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إن الثورة في اليمن سلمية، لكنه اتهم «بقية النظام» بالاستعداد لحرب أهلية، وقال «يستغل النظام كل ما تبقى من مقدرات مالية وإمكانات شحيحة في شراء السلاح وتجنيد البلطجية، ولا تخطئ العين المجردة ولا تقديراتنا الدقيقة، في أن النظام يهيئ للحرب والقتال، على نطاق أوسع مما فعل في الحصبة وأرحب وتعز ونهم وأبين والحيمة وغيرها، ربما يرغب في حرب أهلية، تبقيه مسيطرا على مقدرات البلاد ولو لبعض الوقت».

وأكد رئيس المجلس الوطني استمرار التعاطي الإيجابي من قبل المعارضة مع جهود دول مجلس التعاون، واتهم في ذات الوقت، نظام صالح بأنه «يجهد نفسه من خلال وسائل وأساليب متعددة ليظهر أهلنا في مجلس التعاون وكأنهم منحازون إليه وضد رغبات الشعب اليمني في التغيير». وأضاف: «نحن ندرك يقينا أن ذلك مغاير للحقيقة، فلو لم يكن أهلنا في مجلس التعاون مقدرين لحاجة اليمن إلى التغيير وضرورته لليمن، لما تبنوا ذلك صراحة في مبادرتهم، ومع ذلك لا يزال النظام يكثف جهده في هذا الصدد بغية إظهار أهلنا في الخليج وكأنهم طرف في الأزمة يسند مماطلته وألاعيبه وظلمه وتدميره للحياة والأمل والمستقبل في اليمن، وكأن لم يكفه ما جنته يداه وبسببه من أضرار للشعب اليمني وطالت تلك الأضرار جيران اليمن في مناسبات عدة».

ورسالة المعارضة إلى دول مجلس التعاون في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تصعيدا خطيرا باتجاه المواجهات العسكرية المسلحة، حيث تزداد التعزيزات العسكرية والأمنية في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق من قبل القوات الموالية للرئيس صالح ومن القوات العسكرية المؤيدة للثورة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، إضافة إلى تعزيزات عسكرية أخرى تجري في حي الحصبة من قبل أنصار زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر.

وفي التطورات الأخرى، استمرت المظاهرات في معظم المحافظات اليمنية للمطالبة بـ«الحسم الثوري»، في حين شهد اليمن، أمس، تطورات أمنية، حيث نجا العميد محمد الصوملي، قائد اللواء العسكري 25 ميكا من محاولة اغتيال في محافظة أبين، وذلك بعد يومين فقط على إعلان اللواء العسكري استعادته بمساعدة قوات عسكرية مؤيدة للثورة، لمدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين من أيدي مسلحي تنظيم القاعدة المنتشرين هناك.

أما في محافظة الحديدة بغرب البلاد، فقد اغتال قناص الملازم محسن عبده الفلاحي، منسق الضباط الأحرار في محافظة ريمة والناشط في ساحة التغيير بالحديدة التي شهدت هي أيضا، أمس، مسيرات حاشدة مناوئة للنظام وأخرى منددة بالانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي في ظل الصيف القائظ الذي تعيشه المحافظة.