القضاء الإيراني ينفي اتخاذ أي قرار بالإفراج عن الأميركيين المتهمين بالتجسس

رغم إعلان نجاد أنه سيتم الإفراج عنهما «قريبا»

TT

نفت السلطات القضائية الإيرانية أمس في بيان أن تكون اتخذت أي قرار بالإفراج عن الأميركيين المعتقلين منذ سنتين في إيران بتهمة التجسس، رغم إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه سيتم الإفراج عنهما «قريبا».

وجاء في بيان للسلطات القضائية أن «السلطة القضائية هي التي ستصدر أية معلومات حول هذه المسألة، وأية معلومات من مصادر أخرى غير صحيحة»، في تصريح يدل على التوتر بين السلطتين القضائية والتنفيذية.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صرح لصحيفة «واشنطن بوست» الثلاثاء أن طهران ستفرج قريبا عن الأميركيين شين باور وجوش فاتال (كل منهما 29 عاما)، المدانان بالتجسس رغم تأكيدهما أنهما دخلا إيران عن غير قصد. وقال إنه سيتم الإفراج عنهما «خلال أيام قليلة حتى يستطيعا العودة إلى بلدهما».

وفي مقابلة أخرى مع شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية، قال أحمدي نجاد إنه سيتم الإفراج عن المعتقلين اللذين تسبب اعتقالهما في تدهور العلاقات بين طهران وواشنطن «خلال يومين»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، إلا أن محاميهما مسعود شافعي أكد أمس لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لا يزال بانتظار أن يوافق القاضي على الكفالة للإفراج عن موكليه.

وقال شافعي: «لم يتغير شيء منذ أبلغتني المحكمة بالأمس بقرار تخفيف الحكم بالسجن إلى الإفراج بكفالة»، لكن «ينبغي أن يوقع قاضيان على قرار الإفراج بكفالة الذي يجيز لي بدء المعاملات وأنتظر التوقيع الثاني منذ هذا الصباح».

وأكد: «لقد أبلغت عائلات (المعتقلين) والسفارة السويسرية» بذلك. وتقوم السفارة السويسرية بإدارة شؤون الولايات المتحدة في إيران منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979.

وأثارت تصريحات أحمدي نجاد ردود فعل متفائلة من عائلات المعتقلين اللذين حكم على كل منهما بالسجن مدة ثماني سنوات الشهر الماضي بعد إدانتهما بالتجسس والدخول غير المشروع.

وجاء في بيان أصدرته العائلتان «رغم أنه ليست لدينا أية تفاصيل إضافية في هذا الوقت، فإننا مسرورون للغاية بشأن التقارير الإيجابية الآتية من إيران».

وأضاف البيان: «إن حرية شين وجوش تعني الكثير لنا، وقد شعرنا بارتياح كبير عندما علمنا أنه سيتم الإفراج عنهما».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد وصفت الثلاثاء الإعلان عن الإفراج قريبا عن الأميركيين المسجونين في إيران بأنه «مشجع».

وأوقف الأميركيان باور وفاتال قرب الحدود العراقية الإيرانية في 31 يوليو (تموز) 2009 مع سارة شورد (32 عاما). وفي 21 أغسطس (آب) حكمت المحكمة الثورية بطهران على كل من الرجلين بالسجن 8 سنوات لإدانتهما بتهمتي التجسس ودخول إيران بطريقة غير مشروعة.

ويؤكد الأميركيون الثلاثة أنهم كانوا في جبال شمال كردستان وأنهم دخلوا عن طريق الخطأ الأراضي الإيرانية.

وتم الإفراج عن شورد بكفالة لأسباب إنسانية وطبية وسمح لها بمغادرة إيران في سبتمبر (أيلول) 2010.

وفيما أعلنت الحكومة الإفراج عن شورد في ذلك الوقت، فإن القضاء سارع في نفي ذلك وأفرج عنها بكفالة بعد ذلك بأيام بعد أن حذر السلطة التنفيذية من مغبة التدخل في عمل القضاء.

وأثار سجن باور وفاتال غضب واشنطن التي تدور بينها وبين طهران خلافات عميقة حول برنامجها النووي المثير للجدل ورفضها الاعتراف بإسرائيل ودعمها المفترض للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.