مسؤولون أميركيون: «القاعدة» قد تفقد قدراتها على تنفيذ هجمات خلال عامين

الحرب على الإرهاب أدت إلى قتل الكثير من قادة التنظيم

TT

ذكر مسؤولون استخباراتيون بارزون داخل الولايات المتحدة، أول من أمس، الثلاثاء، أن الفروع التابعة لتنظيم القاعدة قد تفوقت على الفرع الرئيسي للتنظيم الإرهابي حيث أصبحت تشكل تهديدا للأمن القومي وأنه خلال عامين من الممكن أن يؤدي الضغط المستمر على بقايا تنظيم القاعدة في باكستان إلى جعلهم غير قادرين على شن هجمات.

وقد ذكر مايكل فيكرز، وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات، في مؤتمر، أنه إذا ما استمرت العمليات الأميركية بنفس الوتيرة، فـ«من الممكن أن تصل القدرة على تنفيذ هجمات وتماسك الفرع الرئيسي لتنظيم القاعدة إلى مرحلة يتداعى فيها التنظيم تماما، وذلك خلال فترة تتراوح بين 18 و24 شهرا».

وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها مسؤول أميركي بارز إطارا زمنيا محددا لتحقيق انهيار للمنظمة المسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وقد جاءت تعليقاته متطابقة مع تقييمات قدمها المسؤولان الاستخباراتيان الأعلى داخل الولايات المتحدة للكونغرس، أول من أمس، الثلاثاء.

وقال ديفيد بترايوس، في أول شهادة له كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إن عملية قتل أسامة بن لادن والعمليات التي تبعت ذلك قد فتحت «نافذة ضعف هامة داخل الفرع الرئيسي لتنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان».

وأكد بترايوس وجيمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية، أن تنظيم القاعدة ما زال يخطط لهجمات، وأن فروع تنظيم القاعدة في اليمن وبلاد أخرى بدأت تشكل تهديدا جديدا للولايات المتحدة.

وقد وصف بترايوس تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية، أحد الفروع التابعة لتنظيم القاعدة، بأنه «أكثر المنظمات الإقليمية خطورة في الجهاد العالمي». كما ذكر أن وكالة الاستخبارات المركزية قد رصدت علامات جديدة تشير إلى «جهود تنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات صغيرة نسبيا من الممكن أن تولد شعورا بالخوف وتشكل حاجة لعمل تحسينات أمنية مكلفة».

وقد جاءت شهادتهم خلال جلسة استماع مشتركة نادرة أمام لجنتي الاستخبارات في مجلس النواب مجلس الشيوخ، وكانت هذه الشهادة بمثابة تقرير حالة حول تنظيم القاعدة وجهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول). وكانت آخر مرة قد عقدت فيها هاتان اللجنتان جلسة مشتركة عام 2002، عندما تعاونتا في أول عملية تحقيق رئيسية بشأن إخفاقات الاستخبارات المتعلقة بهذه الهجمات.

وقد ظهر فيكرز، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الذي نادرا ما يتحدث علانية، بصورة منفصلة في مؤتمر بجامعة الدفاع الوطني في فورت ماك ناير بواشنطن دي سي.

وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة محمية بصورة أفضل من الهجمات الإرهابية من ناحية الإجراءات الأمنية المعززة وعمل إصلاح شامل في الاستخبارات، بما في ذلك استحداث منصب مدير الاستخبارات الوطنية خلال العقد الماضي.

وقالت السيناتور ديان فينستين، الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ: «هل نحن أكثر أمنا اليوم؟ أعتقد أن الإجابة ستكون نعم وبصورة مطلقة». كما ذكرت فينستين أن جهود مكافحة الإرهاب قد اكتسبت زخما، وأن عمليات الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة في الشهور الأخيرة أدت إلى «مقتل الكثيرين بصورة متلاحقة ومتزايدة تفوق أي وقت مضى منذ 11 سبتمبر».

وقال كلابر إن قدرة وكالات الاستخبارات الأميركية على تبادل المعلومات وتنسيق العمليات ضد الجماعات الإرهابية قد تحسنت بدرجة كبيرة. لكنه أكد الحاجة إلى تغيرات أكثر في الوقت الذي تواجه فيه هذه الوكالات تخفيضات في الميزانية بعد سنوات من التزايد الهائل في الإنفاق.

وأضاف كلابر: «أعتقد أن هذا اختبار مصداقية لهذا المنصب، على ضوء التخفيضات الصعبة التي سنضطر إلى إجرائها».

وقد جاءت شهادته بعد قيام متمردين بالهجوم على السفارة الأميركية في كابل أول من أمس، الثلاثاء، وبعد أن أصدر أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، رسالة صوتية أكد فيها أن هجمات 11 سبتمبر مهدت الطريق للإطاحة بالحكام المستبدين في الشرق الأوسط هذا العام.

وذكر بترايوس أن الضغط على تنظيم القاعدة وعناصر حركة طالبان من خلال هجمات بطائرات من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، ربما تدفع بعض العناصر متوسطة المستوى في تنظيم القاعدة «إلى البحث عن ملاذ آمن عبر الحدود داخل أفغانستان أو مغادرة جنوب آسيا».

وتساءل نقاد عما إذا كان بترايوس، الذي تقاعد مؤخرا من الجيش الأميركية بعد أن قاد الجهود الحربية في أفغانستان، من الممكن أن يقدم تحليلا محايدا عن هذا الصراع. فقد أدت ملاحظته إلى تزايد احتمالية أن تنظيم القاعدة من الممكن أن يسعى إلى العودة إلى البلد الذي فر منه عندما بدأت الحرب.

كما كشف بترايوس، بصورة منفصلة، عن أن المفتش العام في وكالة الاستخبارات المركزية قد بدأ تحقيقا حول علاقة الوكالة بقسم شرطة نيويورك. وكان عمل الوكالة مع قسم الشرطة موضع تحقيق صحافي لـ«أسوشييتد برس» مؤخرا.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»