ماذا قالت الصحف التركية عن زيارة أردوغان؟

إسرائيل ستتأثر إذا لم تتمكن من فهم عملية إعادة تشكيل العالم العربي

TT

قال الصحافي التركي الليبرالي محمد علي بيراند إن وسائل الإعلام التركية صورت استقبال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في القاهرة على أنه انتصار، ولكنه أكد أن رئيس الوزراء لم يأخذ على محمل الجد مظاهر الحب التي بدت على آلاف من المصريين ممن كانوا يصفقون له ويحيونه، مشيرا إلى أن هذه المظاهر يتم الترتيب لها مسبقا، لا سيما داخل مصر. وقال إن بعض الحكومات قد تستخدم مثل هذه المظاهر لإرضاء الزائرين أو صرفهم عن نقل رسائل سلبية.

وأشار إلى أن موقف أردوغان من غزة وهجومه على إسرائيل وجهده لنقل تركيا إلى موقع الصدارة تعد مصدر قلق لبعض الدول العربية الأخرى، حيث إنه بذلك يسلب العرب دورا مهما، ويبرهن على ضعف كفاءتهم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ونوه الكاتب التركي بأن هذا الموقف، لا يخدم أهداف معظمهم، بدءا من القاهرة، ولكنهم مع ذلك لا يستطيعون الحديث علنا عما يجيش في صدورهم.

إلى ذلك، أوضح رئيس تحرير صحيفة «توداي زمان» التركية الناطقة باللغة الإنجليزية، أن الرئيس السوري بشار الأسد وأي حاكم ديكتاتور آخر لن يكون قادرا على البقاء صامدا لفترة طويلة في مواجهة تيار التغيير الذي أطاح مؤخرا بمبارك والقذافي وبن علي. ونوه بأن إسرائيل ستتأثر بصورة بالغة برياح التحول إذا لم تتمكن من فهم عملية إعادة تشكيل العالم العربي وأبقت على مواقفها التي عفا عليها الزمن. وأضاف: «ما يجب على إسرائيل القيام به في مواجهة التحول التاريخي الحالي ألا تقف عقبة أمام إنجاز طموحات ومطالب الشعوب داخل المنطقة المرتبطة بالديمقراطية والحريات».

وأشار إلى أنه في هذا السياق تعتبر زيارة رئيس الوزراء التركي إلى مصر وتونس وليبيا خطوة مهمة تتناسب مع طبيعة الظروف الحالية وتدافع التاريخ، حيث إن «تشكيل نظم جديدة في الشرق الأوسط وظهور ديمقراطيات شعبية محل حكام ديكتاتوريين غير شرعيين بات وشيكا»، ولذا يجب النظر إلى جولة أردوغان على أنها خطوة جريئة من زعيم استوعب هذا الواقع. من جهته، قال جوست اجينديجيك، المستشار البارز بمركز سياسات إسطنبول بجامعة سابانجي، إن ما يثير اهتمامه هو «أي نموذج تركي دعمه رئيس الوزراء في محادثاته داخل مصر». وأشار إلى أن السلطات في القاهرة كانت حريصة على عدم السماح لأردوغان بسرقة الأضواء أمام الكاميرات، ولذا لم يسمحوا له بالذهاب إلى ميدان التحرير أو الإدلاء بكلمة من إحدى الجامعات.

وقال إنه بالنسبة إلى المتظاهرين الشباب، الذين مثلوا قوة الدفع وراء انتفاضة أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير (شباط)، تعد تركيا الحالية نموذجا جذابا للدولة المسلمة، حيث يحكم دولة علمانية حزب إسلامي محافظ ويوجد فيها اقتصاد ناجح وتنعم بالديمقراطية ويتمتع فيها المواطنون بالحريات الشخصية أكثر من أي من الدول العربية الأخرى.

وأشار إلى أن النموذج التركي القديم على وجه التحديد هو ما يدور في أذهان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي ورفاقه، الذين تولوا زمام الأمور بعد مبارك، حيث لم يبدوا إشارات قوية على أنهم مستعدون للتخلي عن سلطاتهم الحالية بعد الانتخابات. وضرب اجينديجيك بالدستور المصري الجديد مثلا، حيث أشار جنرالات حاكمون بالفعل إلى أنهم يتوقعون أن يضم الدستور الجديد مواد كثيرة تضمن إمكانية التدخل العسكري مستقبلا في حكم البلاد إذا شعروا بأن ذلك ضروري.