الانتفاضة السورية تتم شهرها السادس والمعارضة تدعو لـ«خميس تجديد العهد»

دعوات الناشطين تتركز على ضرورة توحيد الصف وخلق قيادة فاعلة

مظاهرة في حمص أمس (صورة من موقع شام)
TT

«ستة أشهر ونزداد إصرارا»، هو الشعار الذي ترفعه المعارضة السورية مع إتمام الانتفاضة شهرها السادس، داعية اليوم لمظاهرات بعنوان «خميس تجديد العهد». وقد نشطت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيس بوك» لحشد الجماهير لإحياء المناسبة وتجديد التمسك بالسلمية وسيلة وحيدة لإسقاط النظام.

وقد اختلف الناشطون خلال النقاشات المفتوحة على الصفحة الرسمية للثورة على مكان انطلاق الانتفاضة، ففي حين عمم القيمون على الصفحة أن شرارتها انطلقت من سوق الحميدية في قلب العاصمة دمشق، رفض الناشطون هذه المقولة مشددين على أن الانتفاضة بدأت من الجامع العمري في درعا. وقال يوسف الآدم مستهجنا تحريف الوقائع: «عفوا شرارة الثورة انطلقت من الجامع العمري في درعا البلد وكل من يقول كلاما مغايرا مردود إليه. لا تتعدوا على حقوق الناس لأنه في درعا سقط أول الشهداء وهناك خرج الآلاف وهناك مزقت أول صورة للأسد، وفي درعا أيضا نظم أول اعتصام في سوريا دعا لإسقاط النظام».

وفي حين توافق الناشطون على ضرورة وأهمية أن ينطلقوا في المرحلة المقبلة، أي خلال الستة أشهر المقبلة ويكثفوا جهودهم في سبيل توحيد صفوف المعارضة وخلق قيادة فاعلة على غرار المجلس الانتقالي الليبي، اختلفوا على السبل الواجب اعتمادها لإحياء الانتفاضة وكيفية استكمال مسارها للوصول للهدف المرجو بإسقاط النظام. وفي هذا السياق، قالت محاسن حوران: «من وجهة نظري الطريق السلمي يميت القضية الشعبية، لا شك أن الثورة يجب أن تنطلق في بادئ الأمر سلمية حتى لا تحظى بمواجهة دولية ولكن وفي حال لم تنفذ المطالب يتم اللجوء للحل الحاسم وبالتالي لتسليح الثورة. المظاهرات السلمية عبرت بما فيه الكفاية وحصدت ضريبة تعبيرها فلم يعد هناك خيار ولا عذر لأن المجتمع الدولي والجامعة العربية غضا الطرف عن المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري كما تغاضيا عن قضية فلسطين. الحل الوحيد لوصول الثورة لمبتغاها الاحتذاء بالتجربة الليبية».

في المقابل، اعتبر علي النعيمي أن «الانتفاضة السورية أثبتت فشلها لأن قوى المعارضة وبعد مرور ستة أشهر لم تتمكن من توحيد صفوفها»، مشددا على ضرورة أن يكون هناك «ناطق رسمي باسم الثورة ومعارضة موحدة لهدف واحد هو إسقاط النظام لنتناقش بعدها في الأمور الأخرى من خلال صناديق الاقتراع». وأضاف: «بعد توحيد الصفوف والجهود، يجب اللجوء للتصعيد المستمر وعدم اعتماد المسار عينه لأن ذلك سيعني موت الثورة».

وقد شكلت قضية تسمية أيام الجمعة بابا خلافيا جديدا بين الناشطين الذين اعتبر قسم كبير منهم أن التسميات لم تعد تخدم الانتفاضة لأنه بات يتم اللجوء لعناوين سطحية بعيدة عن نبض الشارع. وقد صوت أكثر من 5 آلاف ناشط سوري ليتم اعتماد تسمية «ماضون حتى إسقاط النظام» كشعار لغد (الجمعة). وتتنافس تسميات «جمعة تجديد العهد، جمعة التصعيد الثوري، جمعة فجر الحرية، جمعة المدارس لا المعتقلات»، على أن يتم اعتماد التسمية التي تحظى بأكبر نسبة من أصوات المشاركين بعملية التصويت.