استمرار العملية العسكرية في إدلب.. واعتقال العشرات في حمص

غضب في حمص بعد مقتل مسعف في الهلال الأحمر السوري

مظاهرات في إدلب رغم العمليات العسكرية في صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت»
TT

تواصل قوات الأمن السورية عملياتها الأمنية في أنحاء البلاد، عشية استعداد السوريين للخروج في مظاهرات جديدة يتوقع ناشطون أن تكون حاشدة بسبب إتمام الثورة الشعبية شهرها السادس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «لليوم الثالث على التوالي تنفذ قوات أمنية وعسكرية سورية حملة مداهمات واعتقالات في مدينتي الزبداني ومضايا، وأسفرت الحملة عن اعتقال 126 شخصا خلال الأيام الثلاثة الماضية».

وتتواصل عملية عسكرية واسعة النطاق أيضا في جبل الزاوية (شمال غرب) بعد مقتل ثمانية أشخاص أول من أمس بحسب المرصد الذي أشار إلى أن خطوط الهاتف لا تزال مقطوعة في مدينة سراقب. وفي حمص (وسط) توفي شابان أمس متأثرين بإصابتهما خلال عمليات أمنية اليومين الماضيين.

وقال ناشطون في حمص إن حالة من الحزن والغضب عمت المدينة أمس مع وصول نبأ مقتل حكم دراق السباعي، المتطوع في الهلال الأحمر العربي السوري فرع حمص. وكان حكم قد تعرض مع فريق من المتطوعين لإطلاق نار الأسبوع الماضي، أثناء قيامهم بإسعاف الجرحى، وأصيب جميع من معه. إلا أن إصابته كانت خطيرة جدا وتم نقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية في لبنان، لتوافيه المنية هناك أمس.

وأشار ناشطون في حمص إلى أن خبر مقتل السباعي «كان له وقع الصاعقة على أهالي حمص، للدور الإنساني الذي كان يقوم به حكم في إسعاف الجرحى رغم إطلاق النار الكثيف في شوارع المدينة». وقالوا إن حمص تعيش أجواء من التوتر الشديد منذ أكثر من عشرة أيام، وأمس تصاعد التوتر مع قيام قوات الأمن والجيش بمحاصرة عدة أحياء والقيام بعمليات مداهمة واعتقالات واسعة.

وقالت مصادر محلية إن حملة مداهمات جرت في سوق الحشيش صباح أمس، وبعدها انسحبت جميع القوات المتمركزة مقابل شارع أبو العوف. كما كان هناك انسحاب كامل لقوات الجيش من باب تدمر وباب الدريب، بعدما تم اعتقال العشرات من الشباب، حيث جرى تمشيط كامل للمنازل في حي باب تدمر الممتدة من فرن باب تدمر إلى دوار فدعوس. كما تمت مداهمة بعد ظهر أمس حي باب الدريب، وجرى تفتيش لعدد من السيارات في منطقة هناك، إضافة إلى عدد من المحلات. وقالت المصادر إن الذي قام بالتفتيش كان عناصر من الجيش ومعهم أفراد من قوات الأمن. وقدر العدد بثلاثة آلاف عنصر تقريبا.

كما فرض حصار على حي باب السباع من جهة باب الدريب مع وجود مكثف للدبابات في وسط حي باب عمرو. وقالت المصادر المحلية إن 12 شابا على الأقل اعتقلوا في باب الدريب من بينهم الشيخ عبد الكريم المعاز والذي تمت مصادرة جهازه الكومبيوتر المحمول، وتم اعتقال نحو تسعة شباب أحدهم مصاب بضرب سكين في يده في حي جب الجندلي بعد مداهمة لأكثر من خمسة منازل. وأشارت المصادر إلى انسحاب قوات الأمن والجيش بشكل مفاجئ لتتجه نحو حي النازحين.

وسادت المدينة حالة من منع التجول في الساعات الأولى من النهار، في حين شهدت بعض الأحياء حركة ضعيفة في ساعات بعد الظهر، حيث تم فتح أحياء باب السباع والمريجة والعدوية بعد الظهر. وأسفرت مداهمات أمس عن سقوط القتيلين عبد المنان غازي الشقحبي وبسام ياسين (إخوان) في بابا عمرو ودفنا مباشرة من دون جنازة.

وفي محافظة إدلب التي تشهد حملة عسكرية في منطقة جبل الزاوية، قال ناشطون إن الاتصالات قطعت بشكل كامل في مدينة إدلب وريفها وجبل الزاوية وشملت الهاتف الثابت والجوال، مع ملاحظة تشويش على هواتف الثريا في عزل كامل للمنطقة، ومنع وصول أو خروج أي معلومة عن الوضع هناك.

وفي ريف دمشق، شهدت مدينة حرستا إطلاق نار عصر أمس، وسادت حالة من الهلع في شوارع المدينة، في حين تحدث ناشطون عن قيام قوات الأمن بمهاجمة مكان الاعتصام والتظاهر وتحطيم أجهزة الصوت. ووجه الناشطون نداء للمتظاهرين للتبرع لشراء أجهزة جديدة خلال مظاهرة اليوم (الجمعة).

ومساء أول من أمس، نظم المتظاهرون مسيرات في دمشق وضواحيها وفي حمص ودرعا ومحافظة إدلب «رغم الانتشار الكثيف والاعتقالات الواسعة التي قامت بها قوات الأمن»، كما قال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان.