الحريري: الشعب السوري يشكل عنوانا للكرامة العربية ونموذجا للشعوب الساعية للديمقراطية

عبر عن مخاوف «حقيقية» على النظام الديمقراطي في لبنان بسبب «غلبة سلاح» حزب الله

سعد الحريري (أ.ف.ب)
TT

اعتبر رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري أمس أن الشعب السوري يشكل اليوم «عنوانا للكرامة العربية ونموذجا للشعوب» التي تسعى إلى الديمقراطية. وقال الحريري، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، إن الشعب السوري يشكل اليوم «عنوانا للكرامة العربية ونموذجا للشعوب التي تناضل في سبيل حقوقها وتحقيق طموحاتها في إقامة نظام ديمقراطي تعددي يحقق آمال الشعب السوري في تداول السلطة ونقل سوريا إلى مرحلة يعلو فيها صوت الديمقراطية على صوت أنظمة المخابرات».

وقال الحريري في بيانه: «من المؤسف أن يكون الحراك العربي الذي يحقق اندفاعاته نحو الديمقراطية، في وقت يتعرض النظام الديمقراطي في لبنان لنكسات متعددة نتيجة الإمعان في سياسات الاستئثار ومحاولات إلغاء الآخر». وأضاف: «إننا (...) نعبر عن مخاوف حقيقية على النظام الديمقراطي»، متابعا: «مصدر هذه المخاوف كان وسيبقى غلبة السلاح في كل المراحل. فالسلاح هو عدو الديمقراطية الأكبر وعدو الاستقرار».

وكان الحريري التزم الحذر في إعلان موقف من الانتفاضة السورية خلال الأشهر الأولى من الاضطرابات، مؤكدا عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية. وعزا المقربون منه ذلك إلى عدم الرغبة في تعميق الفرقة بين اللبنانيين المنقسمين بين مؤيد للنظام السوري ومناهض له.

ثم ما لبث أن أعلن في 12 يوليو (تموز) وقوفه إلى جانب الشعب السوري. كما ندد في نهاية يوليو بما سماه «المذبحة» التي حصلت في حماه. ودعا في تصريح آخر الحكومة اللبنانية إلى التضامن مع الشعب السوري والنأي بنفسها عن «القمع» القائم في سوريا.

وكان لبنان تحفظ قبل أيام من ذلك على بيان صدر عن مجلس الأمن الدولي «دان الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام السلطات السورية القوة ضد المدنيين». ودعا المجلس «السلطات السورية إلى الاحترام الكامل لحقوق الإنسان و(...) محاسبة المسؤولين عن العنف».

وفي نهاية أغسطس (آب)، تحفظ لبنان رسميا على بيان جامعة الدول العربية الذي دعا إلى «وقف إراقة الدماء» و«احترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الآمنة وتطلعاته المشروعة نحو الإصلاحات السياسية والاجتماعية». وتتألف الحكومة الحالية من أكثرية تضم حزب الله، حليف سوريا، وحلفاءه.

ومنذ خروجه من السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي، يهاجم الحريري سلاح حزب الله الذي يعتبر أنه السبب في قلب المعادلة السياسية في لبنان وانتقال الأكثرية من فريق الحريري إلى فريق حزب الله. ويقول فريق الحريري إن التهديد بهذا السلاح دفع عددا كبيرا من النواب إلى تغيير اصطفافهم السياسي.

ويرفض حزب الله التخلي عن ترسانته التي يقول إنها لمواجهة إسرائيل.