رئيس البرلمان العربي ينتقد قرار وزراء الخارجية إزاء سوريا

وصفه بالمحبط وقال إن العديد من الدول والمنظمات اتخذت مواقف أكثر حزما

TT

انتقد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي البيان الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الثلاثاء الماضي حول تطورات الأوضاع في بعض الدول العربية، خاصة في سوريا. ووصف الدقباسي قرار الاجتماع الوزاري بأنه جاء «محبطا ومخيبا لآمال الشعوب العربية في الوقوف بحزم إلى جانب الشعبين السوري واليمني اللذين يواجهان عنفا دمويا متصاعدا يمارس ضد المتظاهرين السلميين جراء مطالبتهم بالحرية وتعزيز واحترام حقوق الإنسان».

وقال الدقباسي، في بيان صدر أمس من مكتب البرلمان العربي في القاهرة، إن «العديد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية اتخذت مواقف أكثر حزما من بيان مجلس جامعة الدول العربية»، معتبرا أن هناك «مسافة كبرى تفصل بين قرارات الجامعة العربية وطموحات المواطن العربي». وأضاف رئيس البرلمان: «إننا، باعتبارنا معبرين عن إرادة الشعوب العربية والمدافعين عن حقوقها، كنا نتوقع أن تتخذ الجامعة العربية قرارات تعلو فوق مستوى تصاعد الأحداث الدامية في سوريا، التي حصدت منذ اندلاع المظاهرات في مارس (آذار) الماضي وحتى الآن ما يقرب من 2600 قتيل، فضلا عن الاستخدام المفرط للقوة من قبل الجيش السوري في قتل وقمع المتظاهرين وإزهاق أرواحهم، وترويع الآمنين وهدم المساكن واعتقال العديد من أبناء الشعب العربي السوري»، ومضى قائلا: «لا يمكن السكوت أو القبول بقتل أبناء الشعب العربي السوري بهذه الطريقة الوحشية، التي ينبغي محاسبة المسؤولين المتسببين عنها في أسرع وقت ممكن».

وأشار الدقباسي إلى أن البرلمان العربي «سبق أن عبر عن القلق والرفض المطلق للصراعات الداخلية والزج بالجيوش العربية في صراعات مع شعوبها، كما رفض استعمال القوة للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها». وقال إن الشعوب العربية «كانت تتوقع أن يكسر مجلس الجامعة العربية جدار الصمت تجاه العنف المتصاعد من الآلة العسكرية السورية، وأن يرقى في اتخاذ قراراته إلى مستوى آمال الشعوب العربية تجاه الجامعة العربية».

وطالب الدقباسي مجلس الجامعة أن يعلن عن مساندته الكاملة ودعمه لمطالب الشعب السوري العادلة، «وأن يتم اتخاذ قرارات بفرض عقوبات صارمة على النظام السوري وتجميد عضويته في جامعة الدول العربية وسائر المنظمات العربية، وسحب سفراء الدول العربية من دمشق اتساقا مع مواقف الدول العربية في هذا الشأن، وحتى يستجيب النظام السوري لمطالبه الشعب، وأن يستجيب النظام اليمني أيضا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في البلاد، وذلك درءا لتفاقم الصراع وحرصا على أمن وسلامة واستقرار اليمن».

وأضاف الدقباسي أن البرلمان العربي في دورته المقبلة، التي ستعقد في مقر الجامعة العربية، «سينظر في تطورات الأوضاع المتردية في بعض الدول العربية، خاصة سوريا واليمن، وسيتخذ من القرارات ما يلبي ويحقق صوت وإرادة الشعب العربي».

وناشد الدقباسي القادة العرب اتخاذ مواقف «تتسق مع تطلعات الشعوب العربية»، منوها في هذا الصدد بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي طالبت سوريا بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان وأن ما يحدث في سوريا لا يمكن القبول به، وقراره بسحب السفير السعودي من دمشق.