اليمن: مواجهات عنيفة في أرحب وتصعيد عسكري في الحصبة

اللواء الأحمر المنشق عن الجيش اليمني يستقبل السفير السعودي في صنعاء

TT

تواصلت التطورات الأمنية والعسكرية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث سقط قتلى وجرحى في استمرار المواجهات المسلحة في أرحب بشمال صنعاء، في حين سقط جرحى في قمع قوات الأمن لمظاهرة حاشدة في تعز، في الوقت الذي كاد فيه الوضع العسكري أن ينفجر في صنعاء. ولليوم الرابع على التوالي واصلت قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد الله صالح قصفها لقرى منطقة أرحب في شمال العاصمة صنعاء ومحاولتها التوغل في القرى، حيث تخوض هذه القوات مواجهات مع مسلحين من رجال قبائل المؤيدين للثورة المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر محلية عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، فإن مصدرا في وزارة الدفاع اليمنية، نفى استهداف القوات المرابطة في المنطقة لأحد، وقال إن هذه القوات تقوم بالدفاع عن النفس فقط. ونفى المصدر العسكري، في بيان له، قيام القوات العسكرية في أرحب ونهم باستهداف منازل المواطنين «أو ممتلكاتهم على الإطلاق ولا يمكن أن تعتدي عليهم وإنما تقوم بالدفاع عن نفسها وعن المواطنين، وأن المزاعم والترهات والأكاذيب التي ترددها أحزاب اللقاء المشترك وحزب الإصلاح والمتمردون على الشرعية الدستورية ومواقعهم الإلكترونية لا أساس لها من الصحة».

من جهة أخرى، كاد الوضع العسكري في صنعاء أن ينفجر في وقت متأخر من مساء أول من أمس، وذلك بعد أن تعرض حي الحصبة لقصف بقذائف مدفعية من قبل قوات حكومية، وأسفر القصف عن مقتل شخصين وجرح 5 آخرين، وقد اتهم مكتب زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، القوات المرابطة في مبنى وزارة الداخلية باستهداف الحي الذي يعد معقلا له ولأنصاره وقال إنه أصدر تعليمات بعدم الرد على مصدر النيران وذلك التزاما بهدنة وقف إطلاق النار، وأرجع الأحمر ما حدث إلى السعي من قبل «بقايا النظام» إلى تفجير الموقف عسكريا.

على صعيد آخر شهدت صنعاء ومعظم المحافظات اليمنية، أمس، مظاهرات حاشدة في إطار ما يسمى بالتصعيد من أجل الحسم الثوري، ورفعت شعارات في المظاهرات في هذا السياق وأخرى طالبت برحيل نجل الرئيس العميد أحمد علي عبد الله صالح.

وقد جرح العشرات من المتظاهرين في قمع قوات الأمن والحرس الجمهوري لمظاهرة حاشدة في مدينة تعز عندما حاول المتظاهرون الاقتراب من إدارة أمن المحافظة، وقال شهود عيان إن الكثير من المتظاهرين تعرضوا لحالات اختناق جراء استنشاقهم لغازات سامة وقنابل مسيلة للدموع، وأن بين الجرحى والمصابين أطفالا ونساء.

إلى ذلك، تتواصل المواجهات في محافظة أبين بين قوات الجيش ومسلحي «القاعدة» الذين ما زالوا ينتشرون في عدة مدن وبلدات، وقالت مصادر محلية إن 8 من مسلحي التنظيم قتلوا وجرح آخرون في قصف جوي استهدف شرق مدينة زنجبار.

وعلى الصعيد الدبلوماسي قال مكتب اللواء علي محسن الأحمر الذي أعلن تأييده لـ «ثورة الشباب» في اليمن، إن اللواء الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع استقبل ظهر «الخميس 15-9-2011م بمكتبه في مقر قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية والجيش اليمني الحر المؤيد للثورة، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بلادنا الشيخ علي محمد الحمدان».

وأضاف بيان صادر عن مكتب الأحمر أنه «جرى خلال اللقاء استعراض القضايا والموضوعات المتصلة بالأوضاع التي يحاول بقايا النظام افتعالها لتعكير صفو حياة المواطنين واستفزازاته المتكررة لأبناء الشعب في ساحات الاعتصام في كافة محافظات الجمهورية وكذا الاعتداءات المستمرة التي درج عليها النظام على مواقع الفرقة الأولى مدرع ومنطقة الحصبة وأرحب ونهم وتعز وعدن والمناطق الأخرى في محاولة يائسة ومفلسة من بقايا النظام لتفجير الوضع عسكريا، هروبا من استحقاقات ومطالب الثورة الشبابية الشعبية السلمية، ولإخراج الثورة عن مسارها السلمي وجر جماهير الشعب وقيادة أنصار الثورة إلى مربع العنف».

وذكر البيان أن اللواء الأحمر قد أشاد في اللقاء «بالدور الأخوي والإنساني الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأشقاء في المملكة العربية السعودية تجاه أشقائهم في اليمن من خلال تفهمهم للمطالب الحقوقية المشروعة للثورة الشبابية الشعبية السلمية، وحرص الأشقاء في المملكة على رأب الصدع وتجنيب بلادنا ويلات الاقتتال والحرب الأهلية»، منوها بـ«الدور الإيجابي الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأشقاء في المملكة العربية السعودية للدفع بالمبادرة الخليجية وموقفهم الأخوي تجاه وجوب التوقيع عليها وتنفيذها».