طيار جزائري سابق يسعى لإلغاء مذكرة اعتقال دولية لاتهامه بالإشراف على تدريب مهاجمي 11 سبتمبر

لطفي رايسي لـ «الشرق الأوسط»: أنا كبش فداء لنظام دولي جديد قرره أقوياء العالم

الطيار الجزائري لطفي رايسي
TT

يسعى طيار جزائري سابق اتهمته الأجهزة الأمنية الأميركية بالتورط في أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، إلى إلغاء مذكرة الاعتقال الدولية التي صدرت بحقه، والتي تتجدد سنويا منذ الأحداث، على الرغم من تبرئته من طرف القضاء البريطاني، الذي سجنه وأمر بتعويضه عن الضرر الذي لحق به.

ويتحاشى الطيار السابق لطفي رايسي السفر خارج بريطانيا، حيث يقيم، إلا باتجاه الجزائر بلد المنشأ والعائلة. ويعود السبب إلى خشيته من الاعتقال بموجب مذكرة توقيف دولية، أصدرتها الحكومة الأميركية ضده بعد تفجير برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك قبل 10 سنوات؛ فقد اتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي رايسي، بعد أيام من تفجيرات 11 سبتمبر، بالإشراف على تدريب بعض الإرهابيين الذين نفذوا العملية. وكان رايسي حينها طيارا محترفا، ولم يبلغ بعد 27 سنة، ويشتغل مدرب طيران بمدرسة لتدريب الطيارين ببريطانيا. وجاء في تحقيقات الاستخبارات الأميركية حول الحادثة، أن بعضا من منفذي الهجمات الـ19 خططوا للهجمات بتوجيهات من رايسي.

وتعرض رايسي للاعتقال في بريطانيا من طرف شرطة سكوتلانديارد، مساء 21 سبتمبر (أيلول) 2001، بإيعاز من جهاز الاستخبارات الأميركية الذي اشتبه في ضلوعه بالهجمات. ويقول رايسي لـ«الشرق الأوسط» لما زار الجزائر قبل أيام بمناسبة صدور كتابه: «الانتحاري الـ20 لا وجود له أبدا»: «لقد اعتقلتني الشرطة البريطانية لمجرد شكوك حول انتمائي المزعوم للفريق الذي خطط لاعتداءات 11 سبتمبر. وهذه الشكوك مصدرها الأمن الأميركي. وبذلك كنت، وما زلت، ضحية تهمة باطلة لفقتها المخابرات الأميركية ونفذتها ضدي المخابرات البريطانية»، وأضاف: «تحولت في طرفة عين من شخص يحترمه الجميع، إلى إرهابي يلعنه الغرب ويضع على عاتقه أرواح نحو 3 آلاف شخص، قضوا في تلك الأحداث. فكيف يا إلهي لشاب جزائري غادر بلاده لطلب العلم في بريطانيا، أن تنقلب حياته إلى هذه الدرجة؟».

ويروي رايسي بمرارة تفاصيل الأشهر الأربعة التي قضاها في سجن «بلمارش» ببريطانيا على ذمة التحقيقات، وهو مكان يصفه بـ«الجحيم». ويقول إنه تعرض لمحاولة قتل من طرف مساجين فيه: «ولدي الحق في أن أشك بأن المحاولة كانت مدبرة ضدي.. كل شيء ممكن في هذا السجن اللعين، فقد سمعت وقرأت عن ظروف المساجين فيه، ولكن أن تعيش بين قضبانه وأسواره ليس كما تسمع عنه».

وأكثر ما كان يخشاه رايسي أن يتم نقله إلى الولايات المتحدة، حيث تم إقناع الرأي العالم المحلي بأن جهاز الاستخبارات ألقى القبض على الرأس المدبر لهجمات نيويورك. ويذكر رايسي: «شعرت وأنا في السجن بأنني سأكون كبش فداء لنظام دولي جديد، قرره أقوياء هذا العالم. لقد كنت أسمع عن أسامة بن لادن من بعيد، فأصبحت أحد أبرز مساعديه. وقلت في نفسي حينها: لماذا يا إلهي اختاروني أنا دون الملايين من الناس؟ لماذا لم يدرج مكتب التحقيقات الفيدرالي في لائحة المتهمين، الطيارين مدربي الانتحاريين الحقيقيين الذين يحملون الجنسية الأميركية؟».

ويقول رايسي إنه يشعر بالغيظ ضد من تسببوا في ضياع مسار مميز، كان ينتظره كطيار محترف.

واستفاد رايسي من البراءة بحكم من القضاء البريطاني الذي بحث عن أدلة الإدانة ولم يجدها، وبعد خروجه من السجن رفع دعوى قضائية ضد وزارتي العدل والداخلية البريطانيتين، وحصل على تعويض، وأنشأ شركة في بريطانيا تنشط في مجال المحروقات، ويعيش حاليا في ضواحي لندن مع زوجته وابنته ويزور عائلته بالجزائر باستمرار.