إسرائيل تهدم المزيد من الشوارع.. وفياض يتعهد بإعادة بنائها في كل مرة

شوارع الضفة الغربية تختزل قصص الصراع على السيادة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ونظيره التشيكي بيتر نيكاس أثناء مؤتمر صحافي مشترك في القدس أمس (أ.ب)
TT

تتحول الشوارع الفلسطينية في مناطق «ج» بالضفة الغربية الخاضعة لسيطرة إسرائيلية، شيئا فشيئا إلى رمز للصراع على السيادة في هذه المنطقة، كما تختزل قصصا كثيرة من قصص الصمود والبناء الفلسطيني في وجه سياسة التدمير والتهجير الإسرائيلية.

وفي الضفة الغربية فقط، يمكن مشاهدة شوارع للفلسطينيين لا يمر منها الإسرائيليون خوفا على حياتهم، وشوارع أخرى للإسرائيليين ممنوع على الفلسطينيين أن يمروا منها، وأخرى مشتركة بينهما تبيحها ضرورات الجغرافيا.

وتسيطر إسرائيل على كل الشوارع الخارجية للمدن الفلسطينية والقرى، تغلقها متى تشاء وتفتحها متى تشاء، وتتخذ منها سلاحا لخنق الفلسطينيين وقتما تشاء. وأمس، دمرت الجرافات الإسرائيلية «شارع السلام» في قرية العقبة في الأغوار الشمالية، وقامت بحفر عدد من شوارعها، في محاولة منها لعزل القرية عن محيطها الفلسطيني، تمهيدا لهدم مزيد من منازل القرية البدائية والمتواضعة.

ويمثل الشارع الذي هدمته إسرائيل شريان حياة القرية، وكانت السلطة الفلسطينية، عبدته قبل أعوام في إطار دعمها صمود الفلسطينيين في المنطقة. وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، بشدة، الحملة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية العقبة، حيث قامت بتدمير وتجريف «شارع السلام» الذي يربط المدخل الشرقي لقرية العقبة مع الأغوار الشمالية، وتدمير شارع «إسكان المهجرين» في المدخل الشمالي للقرية، وكذلك هدم منزل أحد المواطنين في القرية.

واعتبر فياض في بيان أن «قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازل المواطنين، وتدمير وتجريف الشوارع التي تم تعبيدها في السنوات الأخيرة، وللمرة الثانية خلال أقل من شهرين، بالإضافة إلى قيامها قبل عدة أيام بتدمير عدد من آبار المياه في البقيعة، وفي النصارية، التي أعيد بناء آبارها التي جرى تدميرها قبل نحو شهرين، إنما يؤكد إصرار الحكومة الإسرائيلية على منع مواطنينا من ممارسة حقهم في الحياة على أرضهم». وأضاف أن «شعبنا لن يخضع لهذه الاعتداءات التي تمس حقه في الحياة على أرضه»، مؤكدا أنه «سيتم إعادة تعبيد الشوارع التي جرى تدميرها، وإعادة بناء المنزل الذي تم هدمه، وكذلك إعادة تأهيل آبار المياه». وأردف «شعبنا مصمم على الحياة على أرضه وسنوفر له كل عوامل الصمود والبقاء». وهذا ليس أول شارع يتحول إلى عنوان للسيادة في المناطق التي يطلق عليها وفق اتفاق أوسلو عام 1993، مناطق «ج»، وهي المناطق من الضفة الغربية التابعة إداريا وأمنيا لإسرائيل وتمثل نحو 60 في المائة من الضفة. وفي مارس (آذار) الماضي، هدمت إسرائيل «شارع الحرية» في قرية قراوة بني حسان، بمحافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، للمرة الثانية في غضون 3 أشهر، بعدما بنته حكومة سلام فياض مرتين، وتعهدت هذه ببنائه مرة ثالثة، ورابعة وخامسة، في معركة النفس الطويل.

وهذا الصراع بين الثقافتين، يرتبط أساسا بالصراع على الأرض، ويقول فياض إنه لا يعترف بمناطق «ج» ويصر على دعم البناء في المناطق التي تعوق السيطرة الإسرائيلية عليها من وجهة نظره العجلة الاقتصادية ومشروع بناء الدولة.