عسكري كردي يشكك في قدرة الجيش التركي على اجتياح جديد لأراضي إقليم كردستان

«العمال» الكردستاني يعلن استعداده لصد أي هجمات برية تركية

TT

اعتبر مسؤول عسكري كردي بارز التهديدات التركية بشن هجوم بري وشيك على أراضي إقليم كردستان، أنها «لا تعدو سوى تصريحات إعلامية تروجها وسائل الإعلام التركية»، مؤكدا أنه «لا قيادة الإقليم ولا الحكومة العراقية، على حد علمه، تلقتا أي طلبات تركية بالموافقة على اختراق جديد لحدود العراق لتنفيذ عمليات عسكرية داخل إقليم كردستان»، فيما أكد قيادي من القوات الشعبية التابعة لحزب العمال الكردستاني «استعداد مقاتلي الحزب للتصدي لأي هجوم تركي على أراضي الإقليم».

وشكك اللواء جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة الكردية والمتحدث الرسمي باسمها، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بقدرة الجيش التركي على شن هجوم بري على أراضي كردستان، وقال «لأكثر من 25 مرة هاجمت القوات التركية أراضي الإقليم وقامت بالعديد من العمليات البرية داخل الإقليم، ولكن في كل مرة كانت تخرج بخسائر فادحة دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها الرئيسية بتقليل مخاطر حزب العمال الكردستاني المعارض لها، كما أن المنطقة بصدد الدخول في فصل الشتاء، وفي العادة فإن العمليات العسكرية تقل على الحدود في هذا الفصل بسبب طبيعة المناخ القاسي في الجبال، وبحسب المعلومات المتوافرة لدينا فإن الجيش التركي لم يتخذ بعد أي استعدادات عسكرية التي تتطلبها الهجمات البرية على الجانب الآخر من الحدود، ولذلك فمن المستبعد جدا أن تتحرك القوات التركية باتجاه أراضي كردستان لشن تلك الهجمات المرتقبة».

وأشار متحدث البيشمركة إلى أن «أي هجوم بري تشنه تركيا يفترض أن تسبقه إجراءات محددة، منها طلب الموافقة من الجانب العراقي، لأن هذه العمليات ستجري داخل أراضي دولة أخرى، وفي مثل هذه الحالة يجب على تركيا أن توقع اتفاقا أمنيا مع العراق يجيز لها أن ترسل جيشها إلى داخل أراضي العراق، والظروف الحالية التي يمر بها العراق من حيث تصاعد الخلافات والصدامات بين كتله السياسية، لا تسمح للحكومة العراقية بأن توقع اتفاقا بهذا الشأن حتى لو كانت اتفاقات سرية ومن وراء ظهر قيادة الإقليم»، مضيفا «حتى لو افترضنا أن الحكومة العراقية وافقت على تقديم الدعم لتركيا لشن تلك الهجمات البرية، فإن ذلك الدعم لن يكون مؤثرا وذا جدوى، لأن العراق بالأساس ليس له أي وجود عسكري على حدود إقليم كردستان مع تركيا، وأن كل ما سيقدر عليه هو السكوت على الاختراق التركي وعدم تقديم الشكوى ضدها، وإلا فإن أي دعم من الحكومة العراقية لتركيا في هذا المجال لن يكون له أي تأثير لتحقيق الأهداف التركية».

من جهته، أكد مسؤول قيادة القوات الشعبية الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني دوزدار حمو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادة الحزب لا ترغب في الدخول في مواجهة عسكرية جديدة مع تركيا، وعملت دائما على تغليب الحلول السياسية والديمقراطية لقضية الشعب الكردي بتركيا، ولكن في حال أصرت تركيا على الحرب وإدامة عملياتها العسكرية بما فيها هجمات برية محتملة، فإن مقاتلينا على استعداد كامل للرد والتصدي للهجوم التركي، فنحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا».

وأشار حمو إلى أن «أربع طائرات حربية تركية عاودت أمس (الخميس) قصفها الجوي لعدة قرى حدودية منها لينان وكوليت وباسكان وشيخة رش ودراو وبيزكمة وناوداروك، وهي قرى تابعة لناحية سيدكان بإقليم كردستان، وألقت بمناشير تدعو أهالي المنطقة إلى إخلائها، وبذلك فقد نزح المئات من العوائل الكردية من قراهم خوفا من استهدافهم من قبل الطائرات التركية».

يذكر أن وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين، سبق أن أدلى بتصريحات رسمية إلى وسائل الإعلام التركية تحدث خلالها عن أن العمليات عبر الحدود قد تكون جوية أو برية ويمكن أن يحدث هذا في أي لحظة.