الديمقراطيون قلقون من أن تكون انتخابات 2012 مدمرة لأوباما

نائب جمهوري: لقد بات الديمقراطيون أشبه «بعصفور كناري في منجم للفحم»

المرشح الجمهوري مت رومني وهو الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس بعد تقديم خططه حول العمل والاقتصاد أول من أمس (أ.ب)
TT

كان موقف البيت الأبيض الرسمي التقليل من خسارة يوم الثلاثاء في انتخابات الكونغرس الخاصة بنيويورك. وقالت الإدارة إن قطاعا كبيرا من الناخبين اليهود الأرثوذكس استغلوا الانتخابات للإعلان عن احتجاجهم على دعم الرئيس أوباما للدولة الفلسطينية، وأصروا على أن هذا التحول الطفيف لا يعتبر مؤشرا على العام المقبل.

وقال غاري كارني السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض في مقابلة مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: «الانتخابات الخاصة عادة ما تكون متفردة ونتائجها لا تعتبر مؤشرا على الانتخابات التي تجرى بانتظام».

بيد أن مستشارا سابقا بارزا للرئيس أوباما قال إن النتائج التي شهدتها ولاية نيويورك، والضربة التي تلقاها الحزب الديمقراطي في نيفادا يجب أن تسبب في بعض الانزعاج. حسب «الواشنطن بوست».

وغالبا ما ينصب التركيز في واشنطن على الانتخابات العامة، ومن ثم فقد قضى الديمقراطيون وقتا كبيرا من الأربعاء الماضي في محاولة للتقليل من نتائج الهزيمة التي تلقوها يوم الثلاثاء. وقالوا إن النتائج بمثابة جرس إنذار، وأصابت كلا الجانبين, اللذين اعترفا بأن الناخبين غاضبون. وقال النائب الديمقراطي، جوي كورتني، الذي نال مقعده في مجلس النواب أثناء موجة المد الديمقراطي في عام 2006: «كل من أصابهم الخمول في أعقاب انتخابات عام 2010، عليهم أن يفيقوا، وأن يعلموا أنه في هذا المناخ ينبغي عليهم الخروج والعمل بهمة ونشاط».

وكان الناخبون الساخطون من الطريقة التي تعامل بها الرئيس أوباما مع المشكلات الاقتصادية، قد اختاروا مرشحا جمهوريا من أعضاء حركة حفل الشاي، في واحدة من الدوائر التي عرفت بهيمنة الديمقراطيين عليها منذ تسعة عقود.

ويبدي الديمقراطيون قلقا من أنه إذا لم يتحسن الاقتصاد ولم يحصل الناخبون على الإعانات؛ فمن المتوقع أن تكون انتخابات عام 2012 مدمرة بالنسبة للرئيس أوباما وللديمقراطيين في الكونغرس.

وقال السيناتور باتريك ليهي، النائب الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، الذي انتخب للمرة الأولى عام 1974 إثر فضيحة ووتر غيت، عن الناخبين: «أنا لم أمر بشعور كهذا». وأشار إلى أن الموقف بشكل عام يبعث على «القلق في كلا الجانبين»؛ سواء بالنسبة للديمقراطيين أو الجمهوريين، لكنه أشار إلى أن الديمقراطيين بحاجة إلى العثور على سبيل لاحتواء هذا الغضب الذي أبداه الناخبون. وأكد ليهي على أن «الأمر لا يزال ممكنا، لكن لا يتوفر الكثير من الوقت».

ومن ناحية أخرى، يواجه الديمقراطيون مأزقا يسبق انتخابات 2012؛ فقد سمح الكونغرس للجمهوريين بإملاء تشريعات على الرئيس، لكن الكثيرين يشكون من أن الرئيس أوباما لم يبذل جهدا كافيا للدفاع عن أجندته ضد ما يرونه عرقلة جمهورية.

وعلى الرغم من ذلك، أكد الديمقراطيون على اعتزازهم بنبرة خطاب الرئيس يوم الخميس الماضي، الذي حث فيه أعضاء الكونغرس، خاصة الجمهوريين على تنحية أساليبهم المعتادة ومحاولة فرض القوانين. لكن التساؤل يظل: هل سيكون بمقدور الرئيس الاستمرار على هذا المنوال.

ويقول النائب الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا، غيرالد كونولي: «تتنامى مستويات السخط والخوف والقلق لدى الأميركيين في الوقت الذي نقف فيه ساكنين. الرئيس مصيب في قراره بتركيزه على قانون الوظائف لمحاولة إعادة دوران عجلة الاقتصاد سريعا. يجب أن يصر على ذلك. وهنا سؤال يفرض نفسه: هل ستواصلون تأييدكم لذلك؟ يجب أن تؤيدوا ذلك بشدة وبكل تأكيد».

وحتى الوقت الراهن، لا يستطيع ديمقراطي التحدث علانية عن عدم مساندة أوباما في انتخابات عام 2012. ففي يوم الأربعاء قام حاكم ولاية كارولينا الشمالية بيفرلي برديو، الذي يواجه منافسة صعبة لإعادة انتخابه العام المقبل، بمعانقة الرئيس خلال حضوره إلى الولاية للإعلان عن حزمة جديدة من الوظائف، ولازمه طوال وجوده في الولاية وزيارته للمشاريع الصغيرة.

بيد أنه لم يتضح بعد مدى الدعم الذي يمكن أن يتوقعه أوباما من الديمقراطيين في دفع أجندته التشريعية، إذا ظلوا متأخرين في فرص إعادة انتخابهم. كونولي، الذي يمثل مقاطعة متأرجحة في شمال فيرجينيا، التي تعد واحدة من أغنى المقاطعات في البلاد، أشار إلى أنه لن يدعم مقترحات أوباما لفرض خطته عبر الحد من فوائد الرهن العقاري والأعمال الخيرية، وهو ما يعطي فرصة لمرتفعي الدخل. وقد واجهت الخطة معارضة من ديمقراطيين آخرين أيضا».

ومن جانبهم، أبدى الجمهوريون سعادة غامرة بالفوز الذي حققوه في انتخابات الدائرة التاسعة في نيويورك، التي تتضمن كوينز وبروكلين، والتي فاز فيها السياسي الجديد بوب تيرنر، المدير التنفيذ القنوات الكابلية السابق، الذي كان مسؤولا عن عروض فيل دوناهو وجيري سبرنغر.

وصرح جون كورنين، النائب الجمهوري عن تكساس ورئيس اللجنة السيناتورية الجمهورية الوطنية بأن «هذه انتكاسة بالنسبة للحزب الحاكم، لقد بات الديمقراطيون أشبه بعصفور كناري في منجم للفحم. وقد مررنا بهذه المرحلة في عهد الرئيس السابق بوش. الناس تميل إلى إلقاء اللوم على الحزب الموجود في البيت الأبيض».

ويرى بيل بيرتون، نائب السكرتير الصحافي السابق، أن الديمقراطيين بحاجة لأن يعلموا أن الانتخابات المقبلة التي ستكون قوية للغاية في إعادة انتخاب الرئيس أوباما، وما لم يشترك الجميع؛ فستكون النتائج كارثية.

ولدى سؤال بيرتون عن مدى قلق الديمقراطيين بشأن انتخابات 2012، قال: «ربما ليسوا قلقين بشكل كاف، فهم يعتقدون أن الجمهوريين لن يتمكنوا من هزيمة الرئيس أوباما، لكن دعني أخبرك أن أي جمهوري قادر على ذلك إذا كانت نتائج الانتخابات متقاربة».

وقد جاءت الرسالة واضحة ومدوية للديمقراطيين يوم الأربعاء.

وأوضح النائب جيمس كليبورن، من ولاية كارولينا الجنوبية: «هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به قبل الانتخابات العامة المقبلة، ما من شك في ذلك».