الليبيون يستلهمون كفاح الزعيم عمر المختار في الذكرى الـ80 لاستشهاده

أكدوا أن أقوال «أسد الصحراء» هي المصباح الذي سارت على هداه ثورة 17 فبراير

TT

يستعد الشعب الليبي اليوم للاحتفال بالذكري الثمانين لاستشهاد أسد الصحراء وشيخ الشهداء عمر المختار، البطل الذي قاد جموع الليبيين لمحاربة قوات الاحتلال الإيطالي قبيل الحرب العالمية الثانية، والذي انتهى مصيره إلى الإعدام العلني شنقا إثر محاكمته صوريا على مرأى ومسمع من الليبيين عام 1931.

ولكن استشهاد المختار لم ينه أثره في قلوب الليبيين، حيث سارت ثورة 17 فبراير (شباط) على نهجه، واتخذت آراءه وأقواله مصدرا لإلهامها، فمنذ اللحظة الأولى لخروج الليبيين إلى الشوارع للتظاهر ضد العقيد معمر القذافي الذي طال حكمه لنحو 42 عاما، لوحظ رفع صور عمر المختار، وكأن ثوار اليوم يسترجعون سيرته في مواجهتهم للقذافي، والذي قارنوه في مخيلاتهم بالمحتل الإيطالي الذي نهب ثروات بلادهم فخرجوا عليه لإسقاطه، كما شوهدت لافتات عدة كتب عليها بعض أقوال أسد الصحراء، لعل أبرزها «نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت».

وستختلف مراسم الاحتفال بالذكرى، والتي تتزامن مع أحداث الثورة الليبية التي اندلعت في 17 فبراير الماضي، هذا العام مع ما سبقها من احتفالات. حيث تجري الاستعدادات لإعادة رفات أسد الصحراء إلى مدينة بنغازي، فيما سيتظاهر الشباب الليبيون في الساحات والميادين تلبيه للدعوات التي دشنتها صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية.

وعبر محمد الشريف، رئيس المجالس المحلية بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي، عن تقديره وفخره بهذه الذكرى، والتي اعتبر قائدها «المصباح الذي سارت على هداه الثورة الليبية»، حيث قال لـ«الشرق الأوسط»: «ستشهد ليبيا اليوم احتفالا كبيرا بذكرى أسد الصحراء وشيخ الشهداء، سيتم خلالها افتتاح ضريح جديد لعمر المختار في مدينة بنغازي والتي كانت المكان الأصلي لقبره، إلا أن القذافي نقل جثمانه إلى مدينة سلوق»، مؤكدا أنه في القريب سينقل جثمان شيخ الشهداء إلى قبره الجديد في بنغازي.

وأوضح الشريف، خلال اتصال هاتفي من مدينة بنغازي، أن عمر المختار كان له أثر كبير على الثوار الليبيين وعلى جموع الشعب الليبي، فهو الكلمة التي قادت الثوار نحو الخروج على نظام الطاغية، ودائما ما يردد الليبيون مقولة «نحن أحفاد عمر المختار»، مشيرا إلى أن شعار الثوار كان مقولة شيخ الشهداء: «نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت».

ودعا ثوار 17 فبراير عبر صفحاتهم على مواقع التواصل إلى التظاهر اليوم في كل الساحات والميادين الليبية تحت شعار «لا للمتسلقين ولا لسرقة الثورة ولا للالتفاف على دماء الشهداء»، وتأييدا للمجلس الوطني الانتقالي برئاسة المستشار مصطفى عبد الجليل، الذي سار على نهج عمر المختار.

وقال حسن الجهمي، مؤسس صفحة انتفاضة 17 فبراير، «لنجعله يوما للغضب في ليبيا.. إن عمر المختار يشكل رمزا وطنيا لليبيا والعالم العربي، واليوم ستخرج الجموع من مدينتي بنغازي وطرابلس إلى الساحات والميادين بالتزامن مع ذكرى استشهاده، حاملين صوره ولافتات مكتوب عليها أبرز أقواله. بالإضافة إلى مطالب الثوار التي تتمثل في مشاركة الشباب الفعلية، وليس تهميشهم، وتأييد المجلس الانتقالي الوطني الليبي، وأن يكون الشغل الشاغل لليبيين (ليبيا أولا وأخيرا). وستتخرج هذه المظاهرات من أجل الوقوف على الأهداف التي خرجت من أجلها الثورة الليبية».

وأضاف الجهمي، في الأيام الأولى لثورة 17 فبراير (شباط)، أيد الشيخ محمد عمر المختار، رغم كبر سنه، الثورة الليبية، وهذا ما أعطى للثوار دافعا كبيرا لخروجهم، وأعطاهم الثقة بأن الحق معهم.

وتابع الجهمي: تقيم اليوم أسرة أسد الصحراء وشيخ الشهداء عمر المختار في مدينة بنغازي احتفالا كبيرا بذكراه سيحضره جموع الشعب الليبي، تقديرا واحتراما وحبا لعمر المختار.

وشهد شارع عمر المختار في مدينة الزاوية (شمال غربي ليبيا) حملة تنظيف قام بها عدد من شباب المدينة خلال اليومين الماضيين استعدادا لاستقبال الاحتفال بذكري عمر المختار، فيما نادى بعض الشباب الليبيون عبر مواقع التواصل بتكريم ابن عمر المختار الشيخ محمد عمر. كما أكدت جميع المدن الليبية الآمنة خروجها للاحتفال بهذه الذكري الخاصة.