نادية لطفي: أشكر الله لأنه أمدني بالعمر كي أستمتع بزمن الثورات العربية

قالت إنها تمضي وقتها في القراءة ومشاهدة التلفزيون

TT

يبدو أن ابتعاد الفنانة القديرة نادية لطفي عن الفن ثلاثين عاما، أضاف إلى شخصيتها المزيد من الألق والتوهج والحيوية، فقد هجرت فن السينما المحدود إلى فن الحياة الواسع الآفاق والمجالات، لتراقب الساحة الفنية بعين الناقد الفني، ولتراقب ما يحصل في الوطن العربي بعين المحلل السياسي، فتضع النقاط على الحروف بتجرد وموضوعية ومسؤولية، وهذا ليس بالأمر الغريب على فنانة كانت ولا تزال رمزا من رموز الفن في الوطن العربي.

وقالت في حوار مع «الشرق الأوسط», «أمضي وقتي بين القراءة والمكلمات التلفونية ومتابعة محطات التلفزيون بقدر المستطاع. أنا راقدة في الفراش منذ فترة بعيدة، ولو أنني مصابة «بعرق رجال يبقى أهون». ولكني تعلمت كيف أصاحب الألم، وكيف أصبر عليه «لحدّ ما هوا يزهق» وفيما يتعلق بالثورات التي تحدث في العالم العربي, قالت الفنانة نادية لطفي «الثورات متشابهة في كل العالم العربي، لأن الجيل أزال كل حدود القهر. لا شك أنها تطلبت وقتا في التفاعل، الكبت، النظر والوجوم.. لو تسنى لك رؤية بريق العينين في الشارع أثناء الثورة لعرفت ماذا أقصد. كل شخص لديه مشكلة، لأنهم أمسكوا بجيل كامل، مما تسبب بقهر كامل. وعندما تفجرت الثورة في تونس كان من الطبيعي أن تنتقل إلى كل الدول العربية، لأن كل شعوبها مربوطة بحزام الحكم الاستبدادي البوليسي، حتى الذين كانوا موجودين في السلطة التنفيذية، كانوا يشتكون، وهذا أمر مستغرب جدا، ما يعني أن هناك تشبعا كاملا من القهر، فتفجّرت الثورات. أهم شيء في الإنسان أن يتمكن من قهر الخوف، وهذا ما أراده ربنا لهذا الإنسان، الذي يعامل معاملة غير آدمية وتحطم رغباته». (تفاصيل الوتر السادس)