غموض وتساؤلات عن سر اجتماع 7 من مرشحي الرئاسة المحتملين في مصر

عمرو موسى لـ «الشرق الأوسط»: التقينا على خلفية دعوتي وبعض الشباب لبحث الوضع الراهن والانتخابات والمستقبل

TT

خيم الغموض على اجتماعين لعدد من مرشحي الرئاسة المصرية المحتملين عقدا مساء الاثنين وصباح أمس، حول طبيعة تلك الاجتماعات والهدف من ورائها وسبب اقتصارها على 7 فقط من مرشحي الرئاسة المحتملين.

وأكد المرشح المحتمل للرئاسة المصرية عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط» أنه تم عقد لقاءين مع شباب الثورة على خلفية دعوته ودعوة عدد من الناشطين الشباب. وقال إن الاجتماع الأول عقد يوم الاثنين الماضي والثاني يوم الخميس، وحضرهما كل من حمدين صباحي والدكتور سليم العوا والدكتور محمد البرادعي وحازم صلاح أبو إسماعيل والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، إلى جانب ممثل شخصي عن المستشار هشام البسطويسي.

وأوضح موسى أن الاجتماعات تناولت تبادل عدد من الأفكار المتعلقة بالمستقبل المصري، وشملت مناقشة الوضع الحالي فيما يخص الانتخابات والديمقراطية، مشيرا إلى الاتفاق على عقد لقاءات أخرى مماثلة بعد أيام.

وفيما يتعلق بأحداث العنف الأخيرة، قال موسى: «يجب دراسة كل الأمور التي تحدث حاليا على الساحة دراسة سياسية واجتماعية تساعد على فهم الأوضاع ومواجهتها بشجاعة. وأعتقد أن التنظيمات الثورية (ائتلافات الثورة وتجمعاتها والأحزاب السياسية وغيرها) بعيدة تماما عما رأيناه من خروج على روح 25 يناير، ولكن آخرين (لم يسمهم) أصبح العنف جزءا من تصرفهم وهم المسؤولون عن تلك الأفعال».

ويرى موسى أن الدوافع وراء تلك التصرفات هي «الفقر والبطالة واليأس من إصلاح الأحوال، مما دفع بعض الشباب إلى التنفيس عما في أنفسهم من حنق وغضب وإحباط». موضحا ضرورة أن «نعمد فورا إلى اتباع سياسات اجتماعية واقتصادية تعالج أصول المشكلة، بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية والعقابية الواجبة لضمان عدم تكرار أحداث الجمعة تحت أي ظرف، مع استمرار احترام حق التعبير السلمي عن حرية الرأي».

من جهة أخرى، يرى عدد من المرشحين المحتملين الذين لم تتم دعوتهم إلى الاجتماعين أن هناك أسبابا غير مفهومة لعدم دعوتهم. وقال الدكتور عبد الله الأشعل «لا أستبعد أن يكون عمرو موسى وراء عدم دعوتي للقاءات مرشحي الرئاسة».

وأضاف: «هو (موسى) يحاول إقصائي ويقوم بعمل تكتل حوله، لكن الذي سوف يحسم المعركة الانتخابية هو الشعب المصري»، مستغربا التكتم والسرية التي فرضت على الاجتماعين، ومن دعا لهما.. وبخاصة بعد ما أشيع حول دعوة الناشط المصري وائل غنيم لتلك اللقاءات. وقال: «ما دخل وائل غنيم في المسألة، خاصة وأنه شخص مثير للجدل».

وفي ذات السياق، أوضحت الإعلامية بثينة كامل أنها ليس لديها أدنى فكرة عن هذه الاجتماعات، وليس لديها أي تعليق، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «لم توجه لي أي دعوة ولست أفهم سبب عدم دعوتي».

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد ذكرت أن الناشط وائل غنيم بادر بدعوة ستة من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، وهم محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وحازم أبو إسماعيل وسليم العوا لاجتماع عقد مساء الاثنين لبحث الأوضاع الحالية في مصر. وأن المشاركين امتنعوا عن الإدلاء بأي تصريحات عن نتائجه.

وتأتي تلك الدعوة بعد أيام من رسالة مفتوحة وجهها غنيم عبر صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك» إلى المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري (الحاكم الحالي للبلاد)، يطالبه فيها بإعلان جدول زمني محدد لنقل السلطة إلى حكم مدني، واتخاذ إجراءات لاستعادة الثقة بين الجيش والشباب المصري. إضافة إلى عدة مطالب أخرى، من بينها أن يتدخل المجلس بشكل عاجل من أجل إعادة بناء أجهزة الأمن على أساس حقوق الإنسان، وإعادة الثقة بين الجيش وبين الأعداد الكبيرة من شباب الثورة الغاضبين بسبب استمرار المحاكمات العسكرية للمدنيين.

إلى ذلك، أقر ممثلو 40 حزبا من أعضاء التحالف الديمقراطي وأحزاب وشخصيات سياسية أخرى أمس موقفا موحدا يتضمن المطالبة بإجراء الانتخابات البرلمانية بالقائمة النسبية غير المشروطة على جميع المقاعد باعتباره النظام الأفضل الذي يضمن عملية انتخابية ديمقراطية صحيحة وإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية وفقا لهذا التغيير.

وذكر بيان صدر في ختام اجتماع لتلك الأحزاب عقد بمقر حزب الوفد بالقاهرة أن الأحزاب والقوى السياسية التي شاركت به تؤكد أن الظرف الدقيق الذي تمر به مصر والخطر الذي يواجهها يتطلبان إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة وفق نظام انتخابي صحيح يوفر أفضل فرص ممكنة للتنافس المتكافئ ويتيح انتخاب برلمان قادر على الاضطلاع بمهمات كبرى.