السوريون يهتفون: «حرية للأبد غصب عنك يا أسد»

مع اقتراب فتح المدارس .. توعدوا «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس»

جنود من الجيش السوري لدى انتشارهم في منطقة سقبا أمس لسحق الثوار السوريين
TT

«ماضون حتى إسقاط النظام»، قالها المتظاهرون السوريون أمس (الجمعة) بكل إصرار، ليثبتوا بخروجهم أمس، مرة أخرى بعد مرات كثيرة، فشل الحل الأمني والعسكري في قمع حركة الاحتجاجات التي انطلقت منذ ستة أشهر بالتمام والكمال، حيث أعاد السوريون أمس، تأكيدهم على الاستمرار في الثورة حتى تحقيق هدفهم الأول، وهو نيل الحرية رغم أنف النظام، وبكل تحد هتفوا أمس «حرية للأبد غصب عنك يا أسد». ومع تعميم هذا الهتاف الذي ردد في كل المظاهرات التي خرجت في مختلف أنحاء البلاد، سجل هتاف «الشعب يريد إعدام الرئيس» تراجعا لصالح عودة هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» مع الهتافات المؤكدة على الحرية «يا محلى الموت في سبيل الحرية» و«يا ثورة نحن رجالك الله يلعن خوانك».

وفي حمص رفعت لافتات كتب عليها «ثورتنا ضد الأسد ومن أجل الديمقراطية»، كما غنى المتظاهرون لأم الشهيد من أغاني الأعراس «يا أم الشهيد زغردي ولالي ابنك شهيد بالجنة وبالعالي». وحملوا لافتات كتبوا عليها «مهما تماديتم في قتلنا فلن تفلتوا من محاكمنا» و«لقد يأس النظام من رجوعنا فالنصر آت» و«اعتقلني اضربني اقتلني فلت أتخلى عن حريتي».

ورأى مراقبون في ذلك تعديلا لمسار الهتافات التي حادت نوعا ما عن خط هدفها الأول، والذي هو التحرر من النظام العائلي، نحو الانتقام من رموز هذا النظام كنتيجة طبيعية للقمع الشديد الذي مورس ضد المتظاهرين، ومن الهتافات التي رددت أمس في أكثر من منطقة، تلك التي ناصرت المقدم المنشق حسين هرموش بعد بث مقابلة مع عبر التلفزيون السوري، وأيضا هتافات لنصرة شيخ قراء الديار الشامية الشيخ كريم راجح أمام جامع الحسن في حي الميدان في دمشق الذي عزل عن الخطابة، بعد خطبة لاذعة انتقد فيها النظام السوري والجيش ورئيسه بحدة. فهتف المتظاهرون في قرى حوران وفي جامع الحسن وفي قرى إدلب «يا راجح نحن معك للموت يا راجح» و«يا هرموش نحن معك للموت يا هرموش» و«بالروح بالدم نفديك يا هرموش» و«بالروح بالدم نفديك يا راجح». وفي نصيب غنى أهل حوران «الموت ولا المذلة عن هرموش ما رح نتخلى» و«الموت ولا المذلة عن راجح ما رح نتخلى»، أما في حمص فحملوا لافتة تخاطب النظام «نحملكم المسؤولية عن حياة المقدم حسين هرموش».

وفي بلدة بنش في محافظة إدلب إلى جانب الهتافات لنصر هرموش، تندروا في لافتاتهم على فيديو بث منذ أيام عن قيام قوات في الجيش بقتل مجموعة من الحمير وحملوا لافتة كتب عليها «قتلوا الحمير لأنها أكلت حزمة الإصلاحات»، في إشارة إلى تصريحات سابقة للمستشارة الإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان التي أعلنت فيها عن حزمة إصلاحات أطلقها الرئيس الأسد مع بداية الاحتجاجات. كما حضر أيضا موضوع اقتراب موعد افتتاح المدارس الذي حضر بقوة في مظاهرات حمص، حيث رفعت لافتات كتب عليها «لن أذهب إلى مدرسة عذب فيها أبي»، في حين ردد المتظاهرون في كثير من المظاهرات من حمص وتلبيسة والرستن وإدلب «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس». كما كان لافتا إعلان المتظاهرين في تل رفعت في ريف حلب لافتة يؤكدون فيها دعمهم للمجلس الوطني الذي أعلن عن تشكيله يوم الخميس في إسطنبول. وبالإضافة إلى كل تلك الشعارات والهتافات كانت الملاحظة الأبرز في المظاهرات تحولها في عموم البلاد إلى أعراس تردد فيها أغاني الأعراس الفلكلورية مع تحويلها إلى أغان ثورية، حيث رقص المتظاهرون في قرية نصيب على أنغام حورانية «يا بشار بالصرماية رح ترحل». كما لوحظ تأثير التشديد والقمع الأمني العنيف على شكل المظاهرات من حيث قلة اللافتات القماشية الكبيرة التي يكتبها خطاطون محترفون لتحل مكانها لافتات ورقية كتبت على عجل، وكأنما تكتب وقت المظاهرة. لكن ذلك لم يمنع ظهور لافتات كانت أقرب إلى البيانات كتلك التي حملها متظاهرون خرجوا في مدينة السلمية في ريف حماه على درجات نارية وكتبوا عليها «خبر عاجل: السوريون يقتلون، العرب يتفرجون، الروس يتآمرون، دول العالم على الدم يتساومون، إنا لله وإنا إليه راجعون».. ولأن الروس تتآمرون كما يراهم المتظاهرون السوريون أحرق العلم الروسي في أكثر من مظاهرة، ولأن العرب يتفرجون قالوا عن أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي «سكت دهرا ونطق إجراما»، وهتفوا في دير الزور «أنت معك الجيش ونحن معنا الله».