الهدوء يخيم على بلدتي حنيدر والكنيسة في عكار بعد إطلاق القوات السورية النيران عليهما

المرعبي لـ «الشرق الأوسط»: عاتبون على الجيش اللبناني لعدم تأمينه الحماية.. ونرسل أكياس الدم لا السلاح إلى سوريا

.. ومظاهرة نسائية في حماة في جمعة «ماضون حتى اسقاط النظام أمس («اوغاريت»)
TT

خيم الهدوء أمس على بلدتي حنيدر والكنيسة عند الحدود الشمالية للبنان مع سوريا، حيث عادت الأمور إلى طبيعتها، وبدأت العائلات في العودة إلى منازلها بعد أن نزح قسم كبير منها، أول من أمس، نتيجة إطلاق نار وقصف كثيف من قبل القوات السورية باتجاه لبنان، استهدف دورية مشاة للجيش اللبناني أثناء قيامها بتفقد المنطقة بعد دخول 15 جنديا سوريا إليها. وأدى القصف، الذي تبعه مساء سقوط 4 قذائف صاروخية وإطلاق نار من الأراضي السورية على بلدة حنيدر في عكار إلى إصابة أحد أبناء البلدة ويدعى أحمد زيدان بجروح نقل على أثرها إلى المستشفى للمعالجة، ثم غادره بعد استقرار حالته.

وفي هذا السياق، أكد نائب عكار في تيار المستقبل، معين المرعبي، لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع أصبح هادئا أمس، بعد توقف إطلاق النار من الجانب السوري وتمشيط الحدود بالرصاص الحي، لكن الأهالي لا يزالون خائفين جراء ما تعرضوا له بشكل مفاجئ». وأكد «مطالبتهم المستمرة للجيش اللبناني، الذي نعول عليه، بحمايتهم وحماية سلامتهم وأمنهم»، ناقلا «وجود عتب على الجيش الذي لم يؤمن الحماية اللازمة للأهالي، أول من أمس، مع العلم بأن إطلاق النار تم بعد الظهر أولا ثم مساء».

وأضاف المرعبي: «لم نر أي انتشار للجيش أو لوحداته ودورياته عقب إطلاق النار بعد الظهر، ولم يتم الطلب من الأهالي إخلاء المنازل أو أي شيء من هذا القبيل»، مؤكدا أن الأمر «برسم قيادة الجيش المخولة الدفاع عن المواطنين وحماية أمنهم».

وتعليقا على ما يثار من وقت لآخر حول إدخال سلاح من لبنان إلى سوريا، كرر المرعبي اتهام «جماعة حزب الله ومن يدور في فلك سوريا باختلاق سيناريوهات من هذا النوع»، وقال: «كل الناس تعرف أن لا سلاح لدينا ومعروف مصدر هذا السلاح ومن يوزعه»، مشددا على «أننا نوزع أغذية ومواد طبية وكل ما يلزم لمساعدة النازحين في لبنان، ونرسل أكياس دم إلى داخل سوريا، ومن لديه عكس ذلك فليثبت لنا بالصوت والصورة».

واعتبر المرعبي أن «إعطاء السلاح للثورة السورية يقدم مبررا للقتلة الذين لن يتوانوا عندها عن استهداف المدنيين بالأسلحة والمدافع الثقيلة وبالسلاح الجوي حتى»، مؤكدا أنه «لا يمكن على الإطلاق تحقيق التكافؤ في موضوع السلاح بين النظام السوري والمتظاهرين الذين لا يمكن لهم أن يواجهوا ألوية وجيشا لديه عتاده العسكري الكامل».

وكانت تقارير إعلامية في بيروت أشارت أمس، نقلا عن مصادر أمنية، إلى «توقيف مجموعة مؤلفة من سوريين اثنين، هما عاصم فاضل وباسل قصوات ولبناني يدعى إبراهيم مهدي، كانت تخطط لتهريب أسلحة من بيروت إلى سوريا، حيث تمت مصادرة كميات من الأسلحة، من بينها قذائف (آر بي جي) وقذائف (انيرغا) ورشاشات حربية ومناظر ليلية متطورة».

وتزامن ذلك مع إعطاء رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، توجيهاته إلى المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، إثر جولته الأخيرة على مركزي الأمن العام على معبري العبودية والعريضة الحدوديين مع سوريا، بضرورة «ضبط الوضع الحدودي على هذين المعبرين».

من جهة أخرى، وفي إطار مواكبة المظاهرات الأسبوعية التي تشهدها الكثير من القرى والمدن السورية عقب صلاة الجمعة كل أسبوع، انطلقت أمس مسيرة داعمة للشعب السوري، عقب صلاة الظهر من مسجد حمزة في منطقة القبة في طرابلس، رفعت خلالها اللافتات المنددة بأعمال العنف في سوريا. وجال المتظاهرون في بعض أحياء القبة وصولا إلى ساحة ابن سينا، حيث أقيمت صلاة الغائب.

من جهة أخرى، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان أن عدد النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية ارتفع في سبتمبر (أيلول) الجاري إلى 3580 نازحا سلك معظمهم معابر شرعية لدخول لبنان. وأوضح تقرير للمفوضية وزع أمس أن عدد النازحين السوريين إلى لبنان بلغ في شهر سبتمبر 3580 شخصا، معظمهم من مناطق تلكلخ والعريضة وبابا عمرو والهيت والقصير. وهذه القرى والمدن متاخمة للحدود مع منطقة وادي خالد شمال لبنان. وأضاف التقرير أن «معظم السوريين الذين نزحوا من قراهم في الأسابيع الأخيرة دخلوا لبنان عبر معابر شرعية، وذلك بسبب تشديد السلطات السورية رقابتها على المعابر غير الشرعية». وحذر التقرير من أن ذلك «قد يحول دون خروج أشخاص من سوريا، بسبب خوفهم من تقديم أسمائهم للسلطات السورية» على المعابر الشرعية. وأوضح التقرير أن «معظم النازحين السوريين يقيمون عند عائلات» لبنانية، فيما «يقيم نحو 100 نازح في مدرستين». وتربط بين أهالي منطقة وادي خالد اللبنانية والمناطق السورية المحاذية لها صلات قربى ومصاهرة.