مصدر مصري: تصريحات شرف عن معاهدة السلام لا تعني إلغاءها

إسرائيل تستدعي السفير المصري لـ«الاستفسار»

نظم مئات من الإسرائيليين أمس وقفة تحت عنوان «الحب والسلام» أمام السفارة المصرية في تل أبيب.. معلنين تمسكهم باتفاقية السلام مع مصر ورفع المشاركون لافتات كتبوا عليها: «دعونا نوقف الحرب.. لا مزيد من إراقة الدماء» (أ.ب)
TT

استدعت إسرائيل السفير المصري في تل أبيب أمس، وقال مسؤول إسرائيلي إن وزارة الخارجية أكدت للسفير أهمية معاهدة السلام بين البلدين وإنها «يجب أن تحترم حرفيا»، بعد أن قال رئيس الوزراء المصري «إنها ليست شيئا مقدسا». لكن مصدرا دبلوماسيا مصريا قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «مصر تتمسك هي أيضا باتفاقية السلام، وإن الحديث عن تعديلها لا يعني الإلغاء».

وكان رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف قد قال للتلفزيون التركي في حوار له الخميس الماضي إن «معاهدة السلام مع إسرائيل لعام 1979 يمكن أن تتغير لصالح المنطقة والسلام». واحتدمت التوترات بين مصر وإسرائيل بعد هجوم شنه نشطاء فلسطينيون عبر الحدود الشهر الماضي حيث قتلت قوات إسرائيلية 6 جنود مصريين أثناء اشتباكها مع النشطاء الذين قالت إسرائيل إنهم قتلوا 8 إسرائيليين، كما زادت حدة التوترات أكثر بعد أن اقتحم محتجون مصريون السفارة الإسرائيلية في القاهرة يوم الجمعة الماضي، وقاموا بإنزال العلم الإسرائيلي منها.

وقال مسؤول إسرائيلي شريطة عدم الكشف عن هويته: إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعربت للسفير المصري ياسر رضا عن استياء إسرائيل من التصريحات التي أدلى بها مؤخرا عدد من المسؤولين المصريين على رأسهم عصام شرف بشأن احتمال تعديل معاهدة السلام الموقعة بين البلدين وأكد له معارضة إسرائيل الشديدة لهذه الفكرة.

وقال المسؤول وفقا لـ«رويترز»: إن رافي باراك المدير العام بوزارة الخارجية الإسرائيلية أبلغ السفير المصري أن المعاهدات يجب أن تحترم حرفيا. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن باراك قوله إنه «من وجهة النظر الإسرائيلية، لا توجد أي نوايا على الإطلاق لإعادة فتح معاهدة السلام، وهذه الخطوة لا يمكن اتخاذها بشكل أحادي». لكن مصدرا دبلوماسيا مصريا، رفض ذكر اسمه، قال إن المسألة لا تعدو كونها استفسارا وحوارا حول ملابسات ما يحدث وعدم ترك المواقف لسوء الفهم، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية حاولت استيضاح بعض الأمور على خلفية تصريحات الدكتور عصام شرف وعما إذا كانت سياسات مصر بعد الثورة ستغير مواقفها من الاتفاق، بالإضافة إلى الاستفسار عن تكريم الشاب أحمد الشحات الذي أنزل علم السفارة الإسرائيلية في القاهرة. وأكد المصدر أن رد السفير المصري على الاستفسار كان هو أن الموقف الرسمي المصري من المعاهدة كما هو، وأن التلويح بإمكانية التعديل لا يعني الإلغاء. ولفت المصدر إلى أنه سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون أن اعتذر لمصر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 على مقتل 3 جنود مصريين على الحدود بالخطأ، لكن عدم اعتذار إسرائيل هذه المرة يعود لوقوعها تحت ضغط المطالبة للاعتذار لتركيا أيضا.

ونظم مئات من الإسرائيليين أمس وقفة تحت عنوان «الحب والسلام» أمام السفارة المصرية في تل أبيب، معلنين تمسكهم باتفاقية السلام مع مصر، ورفع المشاركون لافتات كتبوا عليها، «دعونا نوقف الحرب.. لا مزيد من إراقة الدماء»، وصورا لمناحم بيغن وهو يصافح الرئيس السادات بعد اتفاقية كامب ديفيد مدونا أسفلها «دعونا لا ننسى». لكن مصدرا سياسيا رفيعا وافق على إعطاء تفاصيل شرط عدم نشر اسمه، فقال إن باراك أبلغ السفير رضا احتجاجه على تصريحات شرف، وأنه أكد على «رفض إسرائيل إجراء أي تعديل على معاهدة السلام».